منتدى إقرأ الثقافي منتدى ثقافي للكتب باللغات الكوردية, العربية, الفارسية و الإنجليزية |
|
| " عرض كتاب فرسان المعبد و الماسون للمؤلف هارون يحيى على حلقات " ( 5) | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
sami sayed
عدد المساهمات : 83 تاريخ التسجيل : 02/09/2013 العمر : 50 الموقع : u.k
| موضوع: " عرض كتاب فرسان المعبد و الماسون للمؤلف هارون يحيى على حلقات " ( 5) السبت ديسمبر 20, 2014 7:07 am | |
| " عرض كتاب فرسان المعبد و الماسون للمؤلف هارون يحيى على حلقات " ( 5)
{ مع استمرار المكائد السياسية، بدأ تواجد الصليبيين في الأراضي المقدسة يضعف. أولاً، استرجع المسلمون القدس، وكانت عكا آخر خسائرهم. شكلت الهزائم التي لحقت بالصليبيين في الأراضي المقدسة نقطة تحول في تاريخ أوربا، وكانت صفعة مدوية لملوكها وأمرائها، مما جعل القارة تعيش فترة من الفوضى السياسية، والتوازنات المختلّة! عندما بدأت الحقائق تنجلي، تلاشت مشاعر الثقة بفرسان المعبد لتحل محلها مشاعر الغضب، وبدأ الناس يثرثرون ويتحدثون عن أكاذيب فرسان المعبد وحيلهم التي تدار وراء الأبواب، وعن انحرافاتهم وعلاقاتهم التي تقوم على المصالح المتبادلة، وهكذا فقد فرسان المعبد الكثير من سمعتهم واحترامهم }
الفصل الخامس
المكائد البيزنطية
بدأ فرسان المعبد الذين استقروا في الأرض المقدسة بالتدريج يتبعون مساراً مختلفاً تماماً عن الهدف الذين قالوا أنهم أسسوا التنظيم من أجله. كان الفرسان مسؤولين عن سلامة الحجاج المسيحيين، وحماية الأراضي المقدسة، وقد أقسموا قسم الموت، إلا أنهم وضعوا كل مهامهم الأصلية جانباً وبدؤوا يتصرفون فيما يتفق مع أهدافهم الحقيقية. خلال هذه الفترة، أسس التمبلارز 53 مركزاً رئيسياً في مناطق مختلفة، كما أنهم بنوا أسطولهم الخاص، وأسسوا علاقاتهم الخاصة، مع السكان المحليين، واشتغلوا بالتجارة وتبادل المعلومات.
إلا أنهم لم يكونوا يقومون بهذه النشاطات من أجل المسيحية، كما أقسموا، ولكن من أجل مصالحهم الدنيوية الخاصة. لقد حولوا منطقة البحر المتوسط إلى مركز امتيازات تجارية لمصالحهم فقط، وحصلوا على مصادر ضخمة للدخل من خلال تجارتهم مع أوربا والمال الذي اغتصبوه من المنطقة. كان ريعهم السنوي من حصن عكا فقط Acre Castle يقدر بخمسين ألف باوند من الفضة ، أكثر من كل عوائد ملك من ملوك أوربا في ذلك الوقت.لم يمض وقت طويل حتى تبين أن مايسعى إليه التمبلارز كان الثروة وليس حماية الأرض المقدسة.
لم يكن يرغب التمبلارز أن ينقسم تنظيم مريح ومربح كهذا، ولذلك كانوا حريصون جداً على تفادي احتمالين قائمين. الأول، والأهم، الشروع في أي حرب قد تؤدي إلى انهيار مصادر التمويل الخاصة بهم، وتتسبب في ضياع بضائعهم وأموالهم التي جمعوها، وتهدد حياتهم. لهذا السبب، وبالرغم من قدرة فرسان المعبد على البطش والقتال، إلا أنهم استخدموا كل قوتهم ونفوذهم للحيلولة دون نشوب أي حرب لأن ذلك يتعارض مع مصالحهم الخاصة.
الخطر الثاني الذي عملوا على تفاديه هو وقوع الأنشطة التجارية التي يديرونها في المنطقة في أيدي ملوك أوربا، أو المنافسين للتنظيم، وخاصة الهوسبيتاليين. استخدم التمبلارز، سادة الحيل والخداع، حيلهم في حربهم مع منافسيهم من التنظيمات الأخرى. كانت أهم مكاسبهم تتمثل بالدعم الذي تقدمه لهم الكنيسة، إلا أن استمرارية هذا الدعم كانت تتطلب التصرف والسلوك بما يتوافق مع مصالح الكنيسة، بتعبير آخر كان عليهم أن يستعرضوا خبرتهم العسكرية إلى جانب ولائهم للبابا. كانت الهبات والأعطيات تتدفق على صناديقهم مقابل الحماية المزعومة التي كانوا يقدموها والدور الذي كانوا يؤدونه.الفرسان الهوسبيتايين إضافة إلى ذلك، كانوا يحاولون تفادي أي مسؤوليات إضافية من خلال إعلانهم أنهم يقومون بحماية الأراضي المقدسة، لذلك كانوا قادرين على تكريس كل وقتهم لتنفيذ مخططاتهم، دون التعرض لمراقبة أو مساءلة أحد. إلا أن هذه التصرفات لم تكن لتخفى على أحد، فبعد الاعتراضات التي أبداها البابا غريغوري التاسع، قام بإنذار السيد الأعظم للتنظيم: "... كان هدفكم الرئيسي زيادة نفوذكم في أراضي المؤمنين، بينما كان عليكم تخليص الأراضي التي نُذرت لدم المسيح من أيدي الكفرة. " لم يمض وقت طويل حتى تبين أن مايسعى إليه التمبلارز كان الثروة وليس حماية الأرض المقدسة.
بالرغم من التحذيرات الباباوية، استمر التمبلارز في زيادة قوتهم وامتيازاتهم، بفضل علاقاتهم القوية ومصالحهم المشتركة التي بدأت مع السنت برنارد، واستمرت مع عدد من رجال الكنيسة من المستوى الأول، والكاردينالات والقساوسة.
في ذلك الوقت، كان التعاون السري بين بعض الدوائر داخل الكنيسة وبين فرسان المعبد مستمراً. استاء فرسان المعبد كثيراً من مغادرة الملك لويس التاسع ملك فرنسا على رأس الجيش كقائد الحرب الصليبية لأنهم كانوا قلقون بشأن ما قد يصيب العلاقات التجارية التي أسسوها من ضرر، وبسبب إمكانية تنفّذ الملك في الأرض المقدسة، وبالتالي الكشف عن نشاطاتهم السرية. لم تكن مخاوف الفرسان بعيدة عن الواقع!...
في عام 1248، تلقى السيد الأعظم للفرسان الذي كان يصر على سياساته الخاصة، والذي قدم عرضاً (صفقة) مقابل التخلي عن الحرب، توبيخاً قاسياً جداً، مع التحذير من القيام بأي تصرف دون إذن ملكي.
طبيعياً، كان الفرسان حريصون على تجنب الحرب، ليس بسبب صفة التسامح، التي لا يتحلون بها، أو لأنهم يحبون المسلمون، ولكن لكي يحموا ممتلكاتهم الخاصة، ومكانتهم، وثرواتهم. من طبيعة هؤلاء الانقلاب على المسلمين، وهذا طبع متجذر في نفوسهم، طالما أنه يخدم مصالحهم. وجد التمبلاز أنفسهم مضطرون للمشاركة في الحرب، التي سيعانون فيها من هزيمة مريعة من أجل حماية مكانتهم ومناصبهم. لقد أثار روبرت قائد الجيش، شقيق الملك.
التمبلارز غضب روبرت شقيق الملك، القائد العام للجيش، في محاولاتهم تأجيل الحرب والحيلولة دون اندلاعها، ما حدا بروبرت إلى توجيه النقد للتنظيم، قائلاً أنه سينتصر في الحرب إذا لم يمنعه فرسان المعبد، الذين كانوا يستخدمون الحروب الصليبية لمصالحهم الخاصة، من دخولها، وقال أنه حتى لو احتل مصر، فإن الاحتفاظ بالوصاية على الأراضي التي تعتبر مصدراً أساسياً لدخل الفرسان الكبير سيكون مشكلة كبيرة.
روبرت قائد الجيش، شقيق الملك. كان قرار روبرت فيما يخص فرسان المعبد واضحاً: "ماذا يمكن أن ننتظر أكثر من كلام الإمبراطور الروماني فريدريك الثاني، الذي كان على دراية بكذبهم وخداعهم، ولديه دلائل على ذلك؟"
لم يكن الفرسان ليكتفوا بالحيل السياسية لحماية مصالحهم الخاصة، بل تعدوا ذلك إلى افتعال صراعات دامية مع المسيحيين عندما يجدون ذلك ضرورياً، بالرغم من حرمة إيذاء إخوانهم في العقيدة. التنظيم الذي كان يحارب ضد فريدريك الثاني في سيسلي هو نفسه الذي كان يقاتل ضد الملك بوهموند ملك طرابلس في الأراضي المقدسة. نجد في السجلات التاريخية الوصف التالي لهذه الحادثة:ملك إنكلترا ".... كانت هذه بداية الحرب الكبيرة بين الأمير والمعبد والتي نتج عنها الكثير من الشرور".
كذلك، لعب الفرسان دوراً في الحرب بين الآنجو Anjou والآراغون Aragon ، وفي دعم ملك إنكلترا في حربه ضد ملك اسكتلندا.
كما ترى من خلال هذا المثال، فقد ظهرت طبيعة فرسان المعبد قبل محاكمتهم في فرنسا بوقت طويل. أدرك أرستقراطيو أوربا، الذين أنفقوا ثرواتهم على الأهداف الظاهرية، والتي كانت تتلخص بحماية الأراضي المقدسة، أن كل هذه الجهود كانت نتيجتها صفراً على أيدي فرسان المعبد، وأنهم استخدموها لمصالحهم الخاصة. إلا أن عدداً من الأسباب حالت دون اتخاذ أحكام محددة في حقهم: المصالح المتبادلة مع جهات مسؤولة، الأحداث التي ألمت بالإمبراطور فريدريك الثاني، ونفوذ الكنيسة والدعم الذي كانت تقدمه لأعضاء التنظيم.إستعداد فرسان المعبد للحرب مع استمرار المكائد السياسية، بدأ تواجد الصليبيين في الأراضي المقدسة يضعف. أولاً، استرجع المسلمون القدس، وكانت عكا آخر خسائرهم. شكلت الهزائم التي لحقت بالصليبيين في الأراضي المقدسة نقطة تحول في تاريخ أوربا، وكانت صفعة مدوية لملوكها وأمرائها، مما جعل القارة تعيش فترة من الفوضى السياسية، والتوازنات المختلّة! عندما بدأت الحقائق تنجلي، تلاشت مشاعر الثقة بفرسان المعبد لتحل محلها مشاعر الغضب، وبدأ الناس يثرثرون ويتحدثون عن أكاذيب فرسان المعبد وحيلهم التي تدار وراء الأبواب، وعن انحرافاتهم وعلاقاتهم التي تقوم على المصالح المتبادلة، وهكذا فقد فرسان المعبد الكثير من سمعتهم واحترامهم. هذه التطورات شكّلت المناخ الذي كان ينتظره ملك فرنسا فيليب الرابع، الذي وجد أن الظروف قد أصبحت مناسبة للتحرك ضد فرسان المعبد.
يتبع | |
| | | | " عرض كتاب فرسان المعبد و الماسون للمؤلف هارون يحيى على حلقات " ( 5) | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|