ابو علي الكردي المدير
عدد المساهمات : 11828 تاريخ التسجيل : 01/09/2013 العمر : 63 الموقع : أربيل
| موضوع: الشريعة المغيبة - محمد تمام الثلاثاء أكتوبر 28, 2014 2:53 pm | |
| الشريعة المغيبة تأليف/المستشار محمد تمام الناشر/مكتبة الصفاء - أبو ظبي الطبعة/الأولى 1432-2011
من الأفكار الشائعة لدى المسلمين أنه لايمكن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية , خاصة أحكام قانون العقوبات الإسلامي - الحدود والقصاص , والدية - ما لم يتم تهيئة المجتمع لتقبل أحكامها , بتغير كثير من الأوضاع القائمة في المجتمع , التي تحول دون تطبيق الشريعة , ويستدلون على ذالك بمقولة أن سيدنا عمر بن الخطاب قد عطل حد السرقة في عام الرمادة , بسبب ما أصاب المسللمين في هذا العام من قحط !! وهذه الفكرة - على شيوعها - فكرة خاطئة , لأن تطبيق النصوص التشريعية هو الذي يهيء الناس لتقبل أحكامها , وهو الذي يغير عادات الناس , وتقاليدهم وقيمهم , وأخلاقم ووفقا للتوجيه الذي تحمله هذه التشريعات , ونتمد من التاريخ القديم , والحديث , مثلين يؤكدان هذه القاعدة , فالشريعة الإسلامية عند تنزيلها - لأول مرة - وتطبيقها , وتنفيذ أحكامها في المجتمع الذي نزلت فيه , كانت هي التي طبعت الناس بطابعها , وصبغتهم بصبغتها , وغيرت عاداتهم , وتقاليدهم , وأعرافهم , وأخلاقهم وفقا للمباديء السامية التي حملتها الشريعة , وغرستها في نفوسهم , حيث تضمنت الشريعة قواعد تهدف إلى رفع مستوى الجماعة إلى أفق لم تسم إليه تطلعاتها , حتى أن الأحكام التي تضمنتها الشريعة مازالت صالحة للتطبيق في أيامنا هذه , ولم يكن المجتمع البدوي البدائيئ في حاجة إلى هذه الأحكام وقت نزول الشريعة , وفي عصرنا الحديث فرضت على ا لمسلمين قوانين نشأت في بيئات متحررة من قيود الدين والأخلاق , تعبر عن عادات وتقاليد وقيم منافية للقيم الإسلامية , وقد فرضت على المسلمين بسلطان الدولة , فخضع الناس لإحكامها , واستطاعت هذه القوانين خاصة القانون العقابي أن تمسخ الهوية الإسلامية للمسلمين , وأن تحول عادات وتقاليد وقيم المسلمين إلى القيم الهابطة السائدة في المجتمعات التي التي استوردت هذه القوانين منها , تلك القوانين التي أباحت العلاقات الجنسية بين الرجال والنساء , فلم تعاقب عليها , واعتبرت هذه العلاقات الجنسية من قبيل الحرية الشخصية التي يحميها القانون , وأصبح قانون العقوبات يبيح العلاقات الجنسية الكاملة بين الأقرباء والمحارم , ويبيح كذالك علاقات الشذوذ الجنسي بيم المثليين , وبمرور الزمن تقبل الشعور العام للمسلمين هذه الأحكام !! وذلك من خلال ال تطبيق الفعلي للقوانين الأوروبية المستوردة , فكانت هذه القوانين هي التي غيرت طباع وعادات وقيم وتقاليد المسلمين , وجعلتها مطابقة للقيم التي حملتها القوانين الوضعية المستوردة ّّ ولذلك فإنه يجب أن توضع أحكام الشريعة الإسلامية موضع التطبيق - الآن - لأن تطبيق الشريعة الفعلي هو الذي يغير عادات وتقاليد وقيم المسلمين وفقا لأحكام الشريعة , ولايمكن لعامل آخر أن يقوم بذلك في غيبة الشريعة.
رابط مباشر
عدل سابقا من قبل ابو علي الكردي في الجمعة أكتوبر 29, 2021 9:46 pm عدل 1 مرات | |
|
ابو عبدالرحمن الكردي مشرف
عدد المساهمات : 5013 تاريخ التسجيل : 03/09/2013 العمر : 48 الموقع : (أرض الله الواسعة)
| موضوع: رد: الشريعة المغيبة - محمد تمام الإثنين يناير 08, 2018 8:35 pm | |
| بارک الله فیکم وجزاکم الله خیرا واعانکم الله | |
|