ابو علي الكردي المدير
عدد المساهمات : 11822 تاريخ التسجيل : 01/09/2013 العمر : 63 الموقع : أربيل
| موضوع: 040 الرواية الروسية في القرن التاسع عشر - د . مكارم الغمري الإثنين ديسمبر 23, 2013 12:12 am | |
| الرواية الروسية في القرن التاسع عشر تأليف : د . مكارم الغمري كتاب عالم المعرفة - 40 سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت أبريل 1981
“الرواية الروسية في القرن التاسع عشر “من الكتب التي وجدت متعة كبيرة في قراءتها لسهولة وبساطة تقديمها للادب الروسي وبطريقه تدرجية سلسة بحيث يسهل فهم التدرج الذي مرت به مراحل تطور الرواية في الادب الروسي ,ونظرا لضخامة وتنوع تراث الرواية الروسية الكلاسيكية تتوقف مؤلفة الكتاب – وهي اول عربية تحصل على الدكتوراة من جامعة موسكو1972- عند ابرز 10 روايات تمثل مراحل زمنية مختلفة ويتم خلالها ايضا التعرف على نماذج للكتابة الروائيه لستة روائيين كبار بدء من بوشكين وليرمنتوف وغوغول وتورجينيف ودستوفيكي انتهاء بتولستوي . في بداية الكتاب تتحدث المؤلفه عن الاعمال والتجارب الاولى التي ساهمت في التمهيد لظهور الرواية الواقعية في القرن التاسع عشر وهو عصر ازدهار الرواية الروسية من خلال الحديث عن مفهوم الرواية كاحد الانواع النثرية التي تسمح بالتصوير المتسع للعالم الداخلي للشخصية كما انها اكثر اشكال الفن الادبي تصويرا للمراحل التاريخية والانسانية والتطورات الاخلاقية والفكرية .تقول المؤلفة :”يختلف نوع الرواية تبعا لاختلاف الموضوعات والمضامين فهناك الرواية الاجتماعية والنفسية والفلسفية والبوليسية ,ولأن الرواية تهتم في الواقع بتصوير الشخصية الانسانية فقد ربط الكثير من النقاد بين ظهورها وعصر النهضة في اوربا في الفترة التي اتت اثر تحلل المجتمع الاقطاعي وماارتبط بذلك من ظهور انماط جديدة من الناس فرضت على الادب الاهتمام بها بغض النظر عن مكانتها الاجتماعية وايضا نمو الوعي الاجتماعي الذي صاحب التغيرات الجديدة انذاك”.ثم تضيف المؤلفة :”الادب الروسي القديم في العصور الوسطى لم يعرف الرواية كنوع أدبي ولكنه عرف المدونات التاريخية والدينية التي تصف حياة القديسين كاعمال ادبية وكوثائق قانونية وتاريخية يُرجع اليها في ذات الوقت علاوة على اشكال مختلفة للاساطير ,ورغم احتواء هذه المؤلفات على الكثير من التفاصيل الخيالية الا ان القارئ في روسيا القديمة كان ينظر اليها على انها حقيقة مطلقة ,عموما كان النتاج الادبي القديم يتمشى مع الفهم العام للادب في تلك المرحلة المبكرة للنظام الاقطاعي في روسيا القديمة والذي كان يعتبر دور الادب فيه دينيا اخلاقيا وتاريخيا وينتظر من الادب المساعدة في تدعيم موقف الكنيسة والامراء الحاكمين ” وعلاوة على المدونات التاريخية والدينية فقد ظهرت بعض المؤلفات الادبية القديمة الشهيرة ك “كلمة عن الامير ايجور “وفيه وصف لهزيمة الامير الروسي ايجور امام جيوش التتار. بدأ الادب الروسي يتدرج شيئا فشيئا في وصف وتصوير المشاعر الانسانية منذ القرن الخامس عشر على نحو مبالغ فيه , حيث حياة الانسان جامدة لاتتغير الا تحت تأثير المعجزات والخوارق ,وفي القرن السادس عشر اختفى تأثير المعجزات على تصوير الحياة الشخصية ليحل محله تأثير ظروف المكان والزمان ,اما في القرن السابع عشر فقد ظهر ولاول مرة تصوير الشخصيات ذات الاصل الشعبي والشخصيات العادية وشخصيات تنتمي للحضيض فبدأ الحديث عن الفقر والحرمان, في القرن الثامن عشر بدأت المؤلفات النثرية التي كانت تتصدر التيار الادبي في فقد الصدارة امام تقدم المسرح والشعر وكان ذلك مرتبط بتدعيم المذهب الكلاسيكي في الادب الروسي في الفترة 1730-1740 والذي يعتبر الشعر هو الفن الحقيقي ,وكان مؤسسو الكلاسيكية ورواد الحركة التنويرية يرون في الادب القصصي السائد انذاك شكلا من اشكال الغوغائية التي لاتتمشى وروح العصر ,ورغم ذلك ظهرت العديد من التجارب الناجحة ك “قصص بتروف “وكان لها الاثر الجيد على التجارب الروائية الاولى فقد طورت هذه القصص طريقة تصوير الشخصية مقارنة بما كُتب قبلها فابطالها مجرد اناس عاديين من عامة الشعب وليسوا من نبلائه وبفضل العلم احرز هؤلاء مكانه متقدمة ,وتبرز اهمية “قصص بتروف” في تحديد معالم الرواية فيما بعد ,ومن اشهر قصص بتروف قصة عن البحار الروسي الشجاع فاسيلي وقصة عن العريس الروسي الشجاع الكسندر,علاوة على ان تلك القصص اعطت للمرأة دورا في الحياة الاجتماعية لم يُرى من قبل حيث ابرزتها تلك القصص ككائن متحرر المشاعر يسعى الى الحب والحياة . ولاتغفل مؤلفة الكتاب ذكر تأثير الادب الغربي في الادب الروسي في القرن الثامن عشر بسبب ظهور حركة الترجمة حيث يتخذ ذلك التأثير احيانا شكل التقليد واحيانا طابع الاقتباس . وفي القرن الثامن عشر قطع الادب الروسي شوطا كبيرا في التحرر من المذهب الكلاسيكي وقطع شوطا في الرومانسية كما تأكد فيه مبدأ الكشف النفسي للمشاعر الداخلية واتجهت اللغة الادبية الى اللغة الشعبية والبساطة ولعل اهم الانجازات التي حققها الادباء هو مقدرتهم على ان يوقظوا باعمالهم الرغبة في القراءة ومضاعفة عدد قراء الادب الروسي . ترتبط مراحل تطور الادب الروسي في القرن التاسع عشر ارتباطا وثيقا بالدور القومي والتاريخي الذي تلعبه روسيا في الاحداث الاوربية والعالمية انذاك . ومع بداية القرن التاسع عشر دخل الادب الروسي عصرا مزدهرا وتكونت الظروف المواتية لظهور اول رواية اجتماعية واقعية سنة 1830 والتي كانت بداية انطلاقة العصر الذهبي للرواية الروسية لتتفوق الرواية على بقية الفنون الاخرى بعد ان كانت تحتل مرتبة تالية بعد الشعر والقصة وبدأ ظهور ميل كبير تجاه المذهب الواقعي كما لعبت حركة النقد الادبي دورا كبيرا في توجيه الحياة الادبية وربط الانسان بالحياة الاجتماعية ,يقول الناقد الروسي الكبير بلنسكي :”نحن لانطلب المثالي في الحياة ,بل الحياة نفسها كما هي ,سيئة ام حسنة وذلك لان الحقيقة هي انه حيث يكون هناك صدق يكون هناك شعر ايضا”,واضافة الى رواية بوشكين “يفجيني اونيجن “كانت هناك روايتين ساهمتا في تشكيل أُسس الرواية الاجتماعية الجديدة في القرن التاسع عشر وهما “بطل العصر”لليرمنتوف و”الارواح الميته” لغوغول. لقد صارت صورة البطل التي شيدها بوشكين نموذجا للروائيين من بعده وتعددت الصور التاريخية لها .تقول المؤلفة :”في رواية بطل العصرللكاتب والشاعر ليرمنتوف رسم الكاتب صورة البطل المتأمل والمفكر الذي يتوق للحرية ويقف في وجه الظلم والقمع والاضطهاد ,ولقد طوّر ليرمنتوف تجربة بوشكين وذلك بتركيزه على المعاناة النفسية للانسان ,اما رواية غوغول “الارواح الميتة “ففيها تصوير لمعاناة الانسان الداخلية الى جانب اهتمامه بتصوير صغائر الامور وابشعها مما جعل النقاد يربطون رواية جوجول بالمذهب الطبيعي في الادب”. وتُرجع مؤلفة الكتاب اسباب ازدهار الرواية الروسية في القرن التاسع عشر الى ثلاث مراحل تاريخية مرت بها الرواية في القرن الثامن العاشر. المرحلة الاولى: الفترة الممتدة من نهاية الاربعينات حتى الخمسينات وهي الفترة التي سادت في اعقاب انتكاسة الديسمبريين (اولى مراحل النضال الشعبي في روسيا),تلك الانتكاسة ادت الى تفجير ازمة نظام الاقطاع الحاكم وازدياد حدة التوتر والتناقضات الاجتماعية وقيام مرحلة جديدة من مراحل النضال الشعبي في روسيا وهي مرحلة الثوار الديموقراطيين من ابناء الطبقة المتوسطه,وفي هذه الفترة كانت الرواية ترتبط بالقصة واحيانا تحمل بداخلها تراكيبها ,في الخمسينات استمدت الرواية مضمونها من الواقع فصورت الشباب الواعي المثقف الذي يحمل بين جنباته بصمات الهزيمة والانكسار والشك لكنه مصمم على ايجاد مخرج لازمته ومن ابرز روائيي تلك الفترة (تورجينيف) والتي جاءت رواياته كمدونه تاريخية للحياة الاجتماعية والنضال السياسي في روسيا واوربا اضافة الى الروائي جريجوريفيتش والروائي العظيم دوستوفيسكي ,حيث اتجها لوصف حياة الفلاحين والفقراء ,في مرحله غلب فيها الطابع التراجيدي على الرواية . المرحلة الثانية :التي مرت بها الرواية الروسية امتدت من الستينات حتى السبعينات وهي الفترة التي صدرت بها الاصلاحات الزراعية لكن تلك الاصلاحات التي جاءت من النظام الحاكم قد حررت الفلاح الروسي من من التبعية الشخصية الا انها ابقت على وضعه المضطهد وكان ذلك سببا لظهور المعاداة للفكر الليبرالي وقيام الحركة الثورية الديموقراطية التي رفعت شعارات ثورة الفلاحين وكان لذلك اثره على الرواية في تلك الفترة. المرحلة الثالثة :وهي التي امتدت في الثمانينات والتسعينات وهي الفترة التي سبقت ثورة 1905 وتميزت هذه الفترة بالتطور الشديد للعلاقات الرأسمالية في روسيا والتي ادت الى تنشيط الحركة العمالية وانتشار الفكر الاشتراكي بين طبقات المثقفين والعمال وكان ذلك سببا وراء حركة العامة والتي انعكست على الادب والرواية في هذه الفترة وكان الجديد هو ظهور موضوع العلاقة بين الفرد والمجتمع ليصبح الهدف الرئيسي للروائيين وفي مقدمتهم الكاتب الكبير “تولستوي “.
رابط الكتاب
عدل سابقا من قبل ابو علي الكردي في السبت نوفمبر 10, 2018 8:34 pm عدل 1 مرات | |
|
كريم عضو متميز
عدد المساهمات : 781 تاريخ التسجيل : 09/09/2013
| موضوع: رد: 040 الرواية الروسية في القرن التاسع عشر - د . مكارم الغمري الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 7:00 pm | |
| | |
|
ابو عبدالرحمن الكردي مشرف
عدد المساهمات : 5013 تاريخ التسجيل : 03/09/2013 العمر : 48 الموقع : (أرض الله الواسعة)
| موضوع: رد: 040 الرواية الروسية في القرن التاسع عشر - د . مكارم الغمري الإثنين يناير 22, 2018 10:22 am | |
| بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا واحسن الله اليكم كان الله في عونكم وايدكم الله وحفظكم وأدام الله بقائكم علي الخير | |
|