356 أخلاق العناية - فيرجينيا هيلد

أخلاق العناية
تأليف/فيرجينيا هيلد
ترجمة/أ.د.ميشيل حنا متياس
كتاب عالم المعرفة/356
الناشر/ المجلس الوطني للثقافة و الفنون والآداب - الكويت
تاريخ النشر/أكتوبر 2008

في تلك الدراسة التحليلية عن الأخلاق في فكر ”فيرجينيا هيلد” سعيت جاهدة لتحليل آرائها ومحاولة تفسريها قدر الإمكان واللجوء للنقد والمقارنة للوصول بالدراسة إلي النتائج التالية ففي الفصل الأول قمت بتناول مفهوم ”الأخلاق النسوية” ليس من خلال ”فيرجينيا هيلد” فحسب ولكن من خلال الحركات النسوية والتيارات النسوية واستعرضت الرصد التاريخي للأخلاق النسوية عبر التاريخ الفلسفي في رأي ”فيرجينيا” من بدء الفكر الفلسفي ، وذلك عبر التراث اليوناني في فكر الأشهر في التراث القديم ”أفلاطون” وكيف تناول الفلاسفة النساء بالتجاهل والتمييز وأراء ”أرسطو” تلك التي حصرت دور المرأة في زاوية مغلقة في مجال الأسرة وحرمت عليها أي مشاركة في الفكر الفلسفي . وتوالت الآراء في العصور التالية المؤيدة لذلك الفكر”، وفي العصر الحديث في فكر كل من ”هوبز”، ”روسو”، ”كانط”، ”هيجل”، فرغم اختلافهم في الفكر لكنهم تشاركوا جميعا في تجاهلهم خبرة وحقيقة المرأة، وكان من الطبيعي أن يكون نتاج ذلك التمييز ظهور الثورة النسائية في محاولة لرد اعتبار النساء طوال قرون وظهرت الحركات النسائية حاملة فكرا جديدا في محاولة لإعادة صياغة كافة الآراء الفلسفية السابقة والتي قامت قبل ظهور النسوية لتشمل عملية التغيير الأكبر في تاريخ الفكر الفلسفي، وقد حاولت في ذلك الفصل جاهدة تناول آراء التيارات النسوية التي تناولت دور النسوية ومدي أهمية الفكر النسوي مابين تيارات الليبرالية والماركسية والايكولوجية وكيف وضحت الثغرات المتواجدة في كل تيار فشلت في تفسير الاضطهاد الذي تعرض له النساء رغم أهمية ذلك التفسير. لكن ”فيرجينيا” أكدت علي أن الاضطهاد الذي تعرض له النساء ليس أهم فكر لديها لتنشغل به فهناك العديد مما ينتظر النسوية وقد شاركها الرأي في ذلك بعض الفلاسفة لتكون خلاصة الفصل الأول هو أهمية الحركة النسائية في ظهور الفكر النسوي وأهمية الدور النسوي في الفكر الفلسفي والانتقال بالنساء من مرحلة اللافكر إلي مرحلة التنظير النسوي. ولهذا حاولت في الفصل الثاني إلقاء الضوء علي بعض المفاهيم النسوية بعد رصد متتابع للأسباب التي دفعت المنظرين لوضع النظرية النسوية من وجهة نظر ”فيرجينيا هيلد”، ومن تلك المفاهيم التي حاولت التطرق إليها دور التجربة النسوية في الفكر الفلسفي ومدي أهمية التجربة النسوية في الفكر النسوي وبيان كيف أن التجربة النسوية مهمة مثلها مثل التجربة الذكورية في الفكر الفلسفي مما دفعني للمقارنة بين التجربة الذكورية والتجربة النسوية في فكر ”فيرجينيا هيلد”وأهم تلك الفروق هو عدم تمتع الذكور بأهم الخبرات النسوية وهي خبرة الولادة والأمومة تلك الخبرة والتجربة التي تجاهلت أهميتها النظريات الأخلاقية التقليدية عمدا بحجة عدم أهميتها والتي أكدت علي أهميتها الفلسفة النسوية وذلك ما أكدته ”فيرجينيا” كواحدة من أهم المفكرات النسويات المعاصرات، والتي أصرت علي وضع قيمة الأمومة كأهم قيمة في التنظير النسوي ودور الأمومة والعناية في المحافظة علي الأجيال من الانقراض. وذلك ما جاء في الفصل الثالث وهو دور العناية وقيمة العناية وقد قمت بعقد مقارنة بين العناية والعدالة كواحدة من أهم المقارنات التي عقدتها ”فيرجينيا هيلد” في دراساتها وأثبتت فيها أن دور العناية لديها أهم من دور العدالة مخالفة في ذلك العديد من المفكرين السابقين والمعاصرين لها وذلك لاعتقادها الراسخ بإمكانية بقاء استقامة الحياة بدون عدالة ولكن باستحالة بقاء الحياة بدون عناية وذلك ما أوافقها الرأي فيه فالعدالة لا تحرص علي بقاء الأجنة علي قيد الحياة بل العناية والعدالة لا تعتني بالكبار وذلك المصطلح المسمي (عناية) أي أسبقية العناية في الوجود علي العدالة رغم أهمية دور العدالة كذلك الذي لم تنكره ”فيرجينيا” ولكن أسبقت عليه العناية. وفي الفصل الرابع تم دراسة العلاقة بين العام والخاص في فكرها ودور الحركة النسوية في تغيير ثقافة الأفراد والمجتمعات وأهمية دور الصداقة في ترسيخ تلك العلاقة . وناقشن في الفصل الخامس علاقة الأخلاق النسوية بالسياسة من خلال أهم المفاهيم السياسية وهو مفهوم العنف والذي قارنته بالإرهاب كما جاء في فكر ”فيرجينيا”وكيف أن العنف قد يبرر قانونيا وسياسيا لكن أثبتت ”فيرجينيا”عدم إمكانية تبريره أخلاقيا. وفي النهاية عقدت مقارنة بين الفضيلة والعناية خالفت فيها أهم مفكري الفضيلة ”مايكل سلوت” لتظل علي رأيها بعمومة العناية وأنها ليست خاصة كما أثبتها ”مايكل سلوت” نفسه من خلال مقارنة مهمة بين دور العناية من جهة ودور الإحسان القائل به ”سلوت”، ليتبين لنا في نهاية الدراسة مدي اهتمام ”فيرجينيا”الأخلاقي بالعناية وكيف أنها وضعت العناية نصب عينيها في كل فكرة أجادت بها وأن دور العناية ذلك هو الذي وضح النظرية النسوية في فكرها القائم علي العناية. وعلي هذا يمكن القول أن فلسفة فيرجينيا هيلد تقوم في الأساس علي إعلاء مبدأ العناية وقيمة العناية التي نكون في أمس الحاجة إليها خاصة مع انتشار العنف بشكل يبعث علي السأم وقيمة الإنسانية التي تنبذ العنف وتبحث في جهد جهيد عن المعاني الإنسانية ومشاركة الحياة مع الآخرين ولكن العنف السائد يحرم البشر من الحياة الطبيعية فنحن في أمس الحاجة لنشر قيمة العناية في مجتمعاتنا بعدما امتلأت علي آخرها بالعديد من الممارسات غير السوية من العنف ونبذ الفكر الآخر وعدم احترام الحرية الفكرية وبنشر قيمة العناية ومن ضمنها الإحسان والتسامح قد نتمكن من مواجهة تلك التيارات السائدة والتي تبعدنا كلية عن الوجود البشري الحقيقي.

رابط الكتاب
-------
رابط مباشر

_________________

منتدی إقرأ الثقافي على الفيسبوك

بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
واحسن الله اليكم
كان الله في عونكم
وايدكم الله وحفظكم

_________________
356 أخلاق العناية - فيرجينيا هيلد 30tl3wk

صفحة المنتدي علي الفيسبوك