جرائم الإبادة الجماعية - دلێر محمد علي كۆڵندر

جرائم الإبادة الجماعية
دراسة مقارنة بين جرائم الهولوكوست وجرائم الأنفال
دلێر محمد علي كۆڵندر
دار سردم للطباعة والنشر
الطبعة الأولى 2012
شهد القرن العشرين جرائم عديدة بحق الإنسانية , فعلى الرغم من الأسباب والملابسات المختلفة التي تسببت ورافقت تلك الجرائم حسب الزمان والمكان الذي ارتكبت فيه, إلا أن هناك عددا غير قليل من تلك الجرائم التي تطرفت في بشاعتها إلى الحد الذي أجبرت المجتمع الدولي على الخروج من صمته الذي التزمته في أغلب الأحيان بسبب المصالح السياسية والاقتصادية مع القوى الفاعلة.
إن الجرائم الإبادة الجماعية هي الجرائم الأكثر صيتا والأكثر إثارة للفزع والرعب , إذ تتصف ببشاعة أساليب تنفيذها ووحشية غاياتها , لقد استهدفت تلك الجرائم بشكل مباشر شعوبا محددة بهدف تصفيتها وإزالتها من الوجود أو قهرها بما يجعلها خاضعة خانعة بشكل مستمر فلا يكون بإمكانها الوقوف على قدميها بعد تلك الجرائم , وقد ارتكبت تلك الأنواع من الجرائم في أماكن مختلفة في العالم. اتصفت تلك الجرائم بشموليتها وتعريض شعوب بأكملها للإبادة سواء أكان بواسطة حروب التصفية أم بواسطة سطوة قسرية لسياسات أيديولوجية الإلغاء الشمولية أم نظرات التحقير والدونية إلى شعوب المجتمعات الأخرى , وعادة ما يطلق على مثل هذه الجرائم جرائم الإبادة الجماعية , وجرائم ضد الإنسانية أو جرائم دولية , وفي رأيي هناك خمس جرائم لها خصوصية الإبادة المنظمة ضد شعب معين كانت تهدف بشكل مباشر إلى إبادة تلك الشعوب , وهي حملات إبادة الأرمن في بداية القرن العشرين حيث راح ضحيتها زهاء مليوني أرمني على يد الحكومة التركية , والجريمة الثانية هي حملات إبادة اليهود على يد الحكومة النازية في ألمانيا في نهاية الثلاثينيات وبداية الربعينات من القرن نفسه , والمروفة بالهولوكوست إذ راح ضحيتها حسب ما تقوله المصادر حوالي ستة ملايين شخص, أما الجريمة الثالثة فهي حملات الإبادة الجماعية ضد الكورد في ثمانينات القرن الماضي وأبشع حملاتها عرفت بالأنفال والتي راح ضحيتها حوالي 182000 شخص على يد النظام العراقي السابق , وحملات الإبادة في البوسنة والهرسك إبان الحرب الأهلية اليوغسلافية في سنة 1991 - 1992 , وآخر هذه الحملات , حملات إبادة التوتسيين في رواندا في سنة 1994 , وفضلا عن تلك الجرائم لم يخلّ العالم من في أماكن أخرى من حملات القتل الجماعي , مثل جرائم جزف ستالين ضد الشعوب السوفيتية , وجرائم الحرب العالمية الثانية التي ارتكبت من قبل اليابانيين والأمريكيين في القصف النووي على هيروشيما وناكازاكي لم تكن أقل شأنا , وجرائم إبادة الوتيين في بروندي وجرائم الحكومة السودانية في اقليم دارفور .

رابط الكتاب

_________________

منتدی إقرأ الثقافي على الفيسبوك