ابو علي الكردي المدير
عدد المساهمات : 11822 تاريخ التسجيل : 01/09/2013 العمر : 63 الموقع : أربيل
| موضوع: 0062 لذّة النّص - رولان بارت الثلاثاء ديسمبر 04, 2018 11:36 am | |
| لذّة النّص المؤلف: رولان بارت المترجم: محمد خير البقاعي الناشر: المجلس الاعلى للثقافة المشروع القومي للترجمة - القاهرة الطبعة: الأولى 1998
يعد رولان بارت معلماً من معالم الحركة الأدبية في فرنسا,وواحد من أهم المشتغلين بالنقد الفكري والأدبي,وله إسهامات عديدة ومتنوعة,سيما في مجال نظرية النص مع زميلته جوليا كريستيفيا.
نظرية النص وموقع اللذة منها.
قبل الخوض في تفاصيل هذه النظرية,نجد أنفسنا نقف أمام التساؤلات التالية: ما هو النص؟ وهل يوجد فيه شيء آخر غير المعنى؟ ثم ما علاقة المعنى باللغة؟. يعرف أبو حامد الغزالي اللغة على أنها "لفظ دال بتواطؤ" أي لا لغة في لفظ غير ذي دلالة,وبالتالي لا معنى,ولكنه كمعنى فقط يتحول إلى جسد بارد,تماما مثل دمية عروس جميلة خالية من الحياة,إذن لماذا تغوينا النصوص أحيانا فنقرأها مرات عدة على الرغم من أننا أدركنا المعنى منذ القراءة الأولى؟ثمة أشياء أخرى في النص غير المعنى.إننا أحيانا نعبر النص فنشتمه ونتلمسه ونرى شخوصه ونسمعهم ونحاورهم.حينها يكون النص جسداً حيا,بل ضاجاً بالحياة,والنص بما هو جسد,فهو مادة للمحبة والكراهية والغواية والعشق.إذن,النص معنى,.وأسلوب تعبير عن هذا المعنى المتوالد في نسيجه اللغوي. إن نظرية النص في سياق اشتغالها تعتمد على مجموعة من العلوم: اللسانيات,المنطق,المادية الجدلية,التحليل النفسي,حيث ترى النظرية أن على المشتغل بالنصوص التمييز بين مفهومين,الأول خلقة النص (بنية النص) وهو بشكل عام ما يعرض له التحليل البنيوي أو ألعلاماتي من أنظمة سردية,وبلاغية,وأسلوبية. والثاني : تَخَلّق النص بما يمثله من علاقات متبادلة بين الكاتب والنص وبين القارئ والنص,من قبيل استكشاف المعنى والدلالات والتأويل واللذة.وقي سياق هذه الرؤية,فإن النصوص تشترط وجود أسس معرفية للكتابة والقراءة,سيما وأن القراءة- القارئ- هو الغاية من وراء كل نص مكتوب,فعندما يصطدم النص بمتلق سطحي سيكون في أحسن أحواله مستهلكا لغوياً,يتعامل معها بقراءة إسقاطيه,نافيا بذلك مبرر وجوده كنص,وهذا يدفع به إلى التلبس والغموض,ومن ثم إلى المجهول,لأنه غير قادر على فك شفراته الأدبية,فالرؤية البرانية للنصوص تقتضي وجود قارئ جيد,قادر على سبر أغوار النص واستكشاف مواطن الإبداع والجمال فيه,من اجل الوصول إلى الإغراء والفتنة,الدهشة واللذة المحرقة التي تسكن تحت جلده,وتظهر آثارها عبر الإحساسات والانفعالات التي ترافق عملية القراءة,حيث تنطوي على تأويلات لمعنى النص,فهي إذن تؤثر في عملية تخلقه وتعطيه دلالات قد تكون غائبة عن ذهن الكتاب,وبذلك يتحول القارئ إلى عنصر مشارك في عملية صياغة النص واكتمال نضوجه.
رابط الكتاب
| |
|