المختصر من الكامل في التاريخ وتكملته - للأمير علم الدين سنجر المسروري الصالحي المعروف بالخياط

المختصر من
الكامل في التاريخ وتكملته
( 594-636ھ )
للأمير علم الدين سنجر المسروري الصالحي المعروف بالخياط
( توفي 695 ھ )
تحقيق: أ.د. عمر عبدالسلام تدمري
الناشر: المكتبة العصرية - بيروت
الطبعة الأولى 1423 - 2002

عندما رغبت ـ منذ بضع سنين ـ في الحصول على نسخةٍ مصوّرة عن مخطوطة كتاب "البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان" من مكتبة السلطان أحمد الثالث بإستانبول، للتأكد من أن هذا الكتاب هو فعلاً للمؤرخ الأديب المعروف بالعماد الأصفهاني (توفي 597 هـ)، أم أنه يُنسب إليه وهو لغيره ويُدعى مثله بالعماد الأصفهاني، إذ بِي، وأنا أطالع النسخة، أُفاجأُ بوجود مخطوطة أخرى مُلحقة بها، هي بمثابة تكملة لـ"البستان الجامع"، حيث جاء في مقدمتها أن مؤلِّف التكملة هو الأمير علم الدين سنجر المسروري الصالحي. وقد أراد أن يكون كتابه ذيلاً لكتاب "البستان" ومكملاً له من حيث انتهى به العماد عند سنة 593 هـ ـ حسب قول الأمير سنجر ـ ليصل به مختصراً، على نَسَقه، إلى سنة 668 هـ ـ على الأقل ـ، وهي السنة التي صنِّف فيها كتابه. ولكنه توقّف به عند حوادث سنة 636 هـ دون أن يذكر سبباً لعدم متابعة الكتاب بعدها.
قرأت هذه التكملة باهتمام، علّني أجد فيها جديداً غير المدوّن في المصادر عن تلك المرحلة التاريخية الحافلة بالأحداث، في أواخر القرن السادس والنصف الأول من القرن السابع الهجريين. وصَدَق حَدسي، إذ وجدت أن الكتاب يتألف من قسمين:
القسم الأول: هو مختصر للقسم الأخير من كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (توفي 630 هـ)، يبدأ بحوادث سنة 594 هـ، وينتهي بنهاية "الكامل" في حوادث سنة 628 هـ. وفي هذا القسم بعض الإضافات الطفيفة، وخاصة في الوَفَيات، أضافها المصنِّف بإيجاز شديد.
أما القسم الثاني، فيتناول أخبار ثماني سنوات بعد "الكامل" لابن الأثير، اعتباراً من حوادث ووفيات سنة 629 حتى سنة 636 هـ. وهنا تكمن أهمية هذا الكتاب.
ففي القسم الثاني معلومات تاريخية دقيقة وجُزئية ينفرد بها المؤلِّف دون غيره من المؤرخين المعاصرين الذين عاشوا في القرن السابع الهجري، ودوّنوا أخباره، أمثال: ابن واصل في "مفرّج الكروب في أخبار بني أيوب"، وأبي شامة في "ذيل كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية"، وابن العديم الحلبي في "زُبدة الحلب من تاريخ حلب"، و سبط ابن الجوزي في "مرآة الزمان"، و المكين ابن العميد في "أخبار الأيوبيين"، وأبي الفداء في "المختصر في أخبار البشر"، وابن الساعي في "الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السيَر" وابن العِبْري في كتابيْه: "تاريخ مختصر الدول" و"تاريخ الزمان"، وابن شداد في "الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة"، وابن نظيف الحموي في "تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان" المعروف بـ"التاريخ المنصوري" وغيرهم.
ووجدت مؤلف "التكملة" يقف على رسالةٍ نادرةٍ لأحد الفقهاء المَوْصليّين من سكان دمشق يؤرخ فيها لواقعة مهاجمة سلطان مصر، الكامل الأيوبيّ، دمشقَ في سنة 635 هـ. وما رافق هذا الهجوم من أحداث ووقائع خطيرة ومدمّرة في أنحاء دمشق وخارج أسوارها، ذكرها مفصّلة، وهو شاهد عيان، فأضاف إلى النصوص التاريخية المعروفة عن تلك الموقعة، نصاً نادراً، متضمّناً معلومات دقيقة وجديدة لم يسبق أن نُشرت.
أمام هذه المُعطيات، رأيت من المفيد أن أقوم بتحقيق هذا الكتاب من المجموع المخطوط وأنشره، لينتفع به القرّاء والباحثون وعشّاق التاريخ والتراث العربي، ولأضيف إلى المكتبة التاريخية واحداً من كتب التراث النادرة، وسمّيته: "المختصر من الكامل في التاريخ وتكملته".
وعسى أن أكون قد وُفِّقت. والله الموفق، وله الحمد.
التعريف بالمؤلِّف
هو الأمير الكبير عَلَم الدين سنْجر المسروري، الصالحي، الحاجب، المعروف بالخيّاط، متولّي القاهرة. توفي سنة 695 هـ حسب المؤرخ بدر الدين العَيني ، أو سنة 698 هـ حسب المؤرخ المقريزي .
ومن المصادفات اللاّفتة للنظر، وجود شخص آخر معاصر له يحمل اللقب والاسم نفسه، ولكنه يختلف عنه من حيث الشهرة وتاريخ الوفاة، وهو: الأمير الكبير علم الدين سنجر المسروري، الأشرفي، المعروف بالخازن، متولِّي القاهرة أيضاً. وهذا الأخير توفي سنة 735 هـ.
ومن جرّاء التشابه بين اسمي الأميرين ولقبهما ووظيفتهما، وقع الخلْط بينهما. وهذا ما نراه عند المؤرخ الحافظ ابن حجر العسقلاني ، حيث ذكر ترجمة لسنجر الأشرفي المتوفّى سنة 735 هـ، ونسب إليه وظائف وأعمالاً هي لسنجر الصالحي المعروف بالخيّاط، وسأذكرها لاحقاً.
وقد فرّق بين الاثنين المؤرخ اليوسُفي موسى بن محمد بن يحيى المتوفّى سنة 759 هـ، وهو معاصر للاثنين، وصديق الثاني سنجر الخازن. فعندما أرّخ لوفاته في سنة 735 هـ، قال ما نصه:
وفيها توفي الأمير علم الدين سنجر الخازن. وكان هذا الرجل من المماليك المنصورية، وتنقّل في الدولة الأشرفية إلى أن بقي من جملة الخُزَّان، ثم ولي شدّ الدواوين، ثم ولي البَهْنَسَاويّة، ثم تولّى القاهرة، وأضيف إليه شدُّ الجهات. وكان في جميع مباشراته من أحسن الأخلاق وقلة الظلم وكفّ عن المظالم مع أسباب كثيرة. وكنت ممن ألوذ بصُحبته والاجتماع به، وكانت الناس تتحدث عن سِيَر الوُلاة المتقدمة، مثل الأمير عَلَم الدين سنجر الخيّاط، وسيف الدين بن أسبا سَلاَّر، من محاسن المعروف والاصطناع ما يتجاوز عن حدّه. فلما وُلي القاهرة، أنْسى الناس ما كانوا يتحدثونه عمّن قبله، وحضرتُ له بعض الليالي

رابط التحميل

_________________

منتدی إقرأ الثقافي على الفيسبوك

جزاکم الله خیرا
واحسن الله الیکم
واعانکم الله

_________________
المختصر من الكامل في التاريخ وتكملته - للأمير علم الدين سنجر المسروري الصالحي المعروف بالخياط 30tl3wk

صفحة المنتدي علي الفيسبوك