محاصرة الشرور - أ.د.عبدالكريم بكّار

محاصرة الشرور
أ.د.عبدالكريم بكّار
دار السلام للطباعة و النشر و التوزيع و الترجمة - القاهرة
الطبعة الأولى للدار 2010

أول مايجب أن ندركه هو المشكلة التي يعاني منها الفرد منا على صعيده الشخصي،إن معرفتنا بأنفسنا غير كاملة ،كما أن سيطرتنا على أهوائنا ورغائبنا تظل غير مطلقة ،ضف إلى هذا أن الكمال شيء نرومه ولانقبض عليه،وهذا مايجعل وجود المشكلات أو قل وجود شيء يحتاج إلى تغيير أو تدعيم أو تجديد ،أمراً لابد منه ،لكن إدراك المرء لمشكلاته ليس بالأمر السهل، فالعقل يتعامل مع صورة ذهنية كثيراً ما تكون غامضة وهو يحتاج في إدراكها إلى مفاهيم يستخدمها في ذلك،وهذا يعني أن غياب المعرفة كثيراً مايعني غياب المشكلة نفسها؛ حيث لامشكلات من غير معارف تساعدنا على كشفها.
إن مراجعة النفس ومحاسبتها،والتدقيق في أمورنا الشخصية على مستوى الأخلاق وعلى مستوى العمل والإنجاز سوف تساعد على توليد شيء من المعرفة التي نحتاجها على هذا الصعيد، وسيظل للقراءة والإطلاع دور مهم في هذا الشأن،وسيكون من الجوهري أن نسجل ما يتحصل لدينا ونكتبه ونضعه في مكان بارز حتى تراه العين باستمرار.. إن الكتابة على الورق هي كتابة في الوعي والعقل !وهي تدل على أننا جادون في تطوير أنفسنا وقد تجاوزنا مرحلة الهم والتمني إلى العمل والتنفيذ؛إن كل ماذكرنا يشكل مايشبه المدخل الذي لابد منه لمعالجة المشكلات الشخصية.
ـ ماسبق هو مايهيئ به الكاتب والمفكر د.عبدالكريم بكار قارءه للانتهاء من كتابه «محاصرة الشرور» ضمن سلسلة كتب قيمة تحمل عنوان:«نهوض التفكير» والكاتب السوري «بكار» هو خريج مدرسة مالك بن نبي الفكرية والتحليلية ،وهو في كتابه يستهجن ضمناً أسلوب بعض الدول الإسلامية التي تريد أن تحاصر الشرور عن طريق العنف وبعيداً عن التربية مما يؤدي إلى مزيد من الشرور الباطنة كثيراً الظاهرة قليلاً وإلى إخراج مجتمع ظاهره الصلاح والاستقامة والامتثال لآداب الشريعة وباطنه المروق والفسوق»..ويطالب بمعالجة تقوم على النعومة والجاذبية والتفاهم واستخدام الحد الأدنى من القوة والسلطة.

وهنا يتحدث د.عبدالكريم بكار عن بعض الممانعات أو قل المفاهيم والأفكار التي تعطينا مزيداً من التبصّر والفهم العميق للعلاقات التي تربط بين الاشياء والتي يؤدي فهمها إلى"محاصرة الشرور" وهي:
1ـ الحرية قدرة على الاختيار،ولا اختيار من غير بدائل،وليس لشعب أن يدعي أنه حر كريم والضرورات تحيط به من كل جانب.
2ـ كلما زادت الرقابة الاجتماعية على الأفراد ضعف لديهم الوازع الداخلي،ذلك لأن الشعور بالمسئولية يتطلب قدراً من التفويض وقدراً من الحرية.
3ـ من غير الممكن في مؤسسة يسودها الظلم وهضم الحقوق جعل العاملين يعملون بحماسة وأريحية،إنهم سيبذلون الحد الأدنى من جهودهم بما يكفي لتأمين سير العمل عند حدودها الدنيا.
4ـ لانستطيع قطع دابر الخلاف في أي قضية وقع بيننا خلاف في تعريفها.
5ـ من العسير جداً أن تستطيع توليد مشاعر جميلة في مكان تجتاحه الفوضى أو القذارة أو مكان ضيق لايستوعب الشاغلين له.
6ـ في ظل الفساد الإداري يمكن للاقتصاد أن يتقدم ولكن إلى حدود حيث أن النمو الجيد يتطلب دائماً درجة عالية من الثقة والشفافية وهذا مايصعب توفيره في ظل الفساد الإداري.
7ـ من كانت ملكة النقد لديه نامية أكثر مما ينبغي فإنه لايستطيع أن يتفادى التعرض للجفاف الروحي.
8ـ القانون المحترم يولّد ثقافة،والثقافة حين تتشكل تحمي القانون إلى حد عدم الحاجة إليه في الضبط الاجتماعي، أي تتحول الثقافة إلى قوة ضابطة تحل محل القانون.

رابط التحميل
--------

رابط مباشر

رابط بديل

_________________

منتدی إقرأ الثقافي على الفيسبوك

بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
واحسن الله اليكم
كان الله في عونكم
وايدكم الله وحفظكم

_________________
محاصرة الشرور - أ.د.عبدالكريم بكّار 30tl3wk

صفحة المنتدي علي الفيسبوك

» عش هانئا - أ.د.عبدالكريم بكّار
» المراهق - أ.د.عبدالكريم بكّار
» إلی أبنائی و بناتی - أ.د.عبدالكريم بكّار
» من أجل النجلح - أ.د.عبدالكريم بكّار
» التفكير في المفقود - أ.د.عبدالكريم بكّار