علم مناهج التربية-الأسس-العناصر-التطبيقات-فؤاد محمد مرسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرض كتاب (المناهج) للدكتور فؤاد موسى
عماد زغلول عبدالعزيز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مما تجدر الإشارة إليه في سياق التنظير الإسلامي للعلوم التربوية: الجهدُ المشكور الذي سجله الأستاذ الدكتور/ فؤاد محمد موسى - رئيس قسم المناهج بكلية التربية جامعة المنصورة في مصر - في كتابه "المناهج: مفهومها، أسسها، عناصرها، تنظيماتها".
جاء الكتاب في ثلاثمائة وسبعين صفحة من القطع المتوسط، وسجلت عليه سنة الطباعة (2002م)، وتألف من (تقديم، ومقدمة، وأربعة أبواب)، نوجز فكرتها فيما يلي:
التقديم: تحدَّث فيه الشيخ عبدالمجيد صبح - من علماء الأزهر - عن قيمة الكتاب بالنسبة إلى غيره من الكتب، فقال: "إن الفكرة الجديدة في هذا الكتاب تقوم على قاعدة واحدة، هي أن جميع ما ندرس من علوم، مثلها مثل كل جزئيات هذا الكون؛ إنما ترجع ويجب أن ترجع إلى غاية واحدة؛ ذلكم هو (الله)"، ويقول أيضًا: "ويجيء كتاب الدكتور/ فؤاد محمد موسى مصحِّحًا لمسار الفكر، مقومًا لمسيرة التعليم، مؤسسًا لمنهاجه، وداعيًا إلى وحدة مناهج التعليم في غايتها، وربطها بالحقيقة الكونية".
ويقول عن الكاتب: "أما الكاتب، فهو مَن قد عرفت منذ عقود، مثلاً لقوة الإيمان بالله وبدينه، والحرص على طلابه، والرغبة القوية في تخريجهم رجالاً ذوي إيمان صحيح".
وأما المقدمة، فقد تحدَّث فيها المؤلف عن التخبُّط الذي ينتاب الفكرَ التربوي المعاصر، وكيفية الخروج من تيه ذلك الفكر، الذي انعكس أثرُه على السياسات التعليمية في واقعنا التعليمي، وتساءل: "كيف يتسنى لنا أن نربِّي أفراد مجتمعنا المتدين - بطبعه - بمناهجَ تربويةٍ غربيَّة وغريبة؛ بل معادية لما نؤمن به؟!"، ثم يبين الحقيقة التي طُمست، فيقول: "إن إنقاذ البشرية من وضعها الراهن لا يتأتَّى إلا باقتفاء هدى الله وسنته في الكون والإنسان؛ فلا بد من تصحيح منهج التلقي، بالعودة إلى الله، والتلقِّي من هداه، مع التنقيب والاستفادة مما لا يخالف هدى الله من الخبرات الإنسانية".
وقد جاء الباب الأول متحدثًا عن:
- حاجة المعلِّم لدراسة المناهج، والأسباب الداعية إلى ذلك، وخلص إلى أن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية؛ لذلك فهو في حاجة ماسة إلى دراسة المناهج، حيث يقع على عاتقه العديدُ من المسؤوليات المتعلقة بالمنهج.
- وتحدث عن مفهوم المنهج، وخلص إلى تعريف جديد، هو: "منظومة الخبرات التربوية التي تهيِّئها المؤسسة التربوية لتلاميذها؛ لمساعدتهم على النمو الشامل المتكامل المتوازن (إيمانيًّا، وجسميًّا، وعقليًّا، ونفسيًّا، وجنسيًّا، واجتماعيًّا)، بما يحقق خلافتهم لله في الأرض وَفْقَ هدى الله".
ثم وضح الأسس التي يجب أن يعتمد عليها المنهج كنظام، فذكر: هدى الله - طبيعة العلم والثقافة - طبيعة الإنسان - طبيعة المجتمع - طبيعة العلاقات الدولية - طبيعة الكون.
وهدى الله - عند المؤلف - هو الأساس الأول، وهو في نفس الوقت أساس كل الأسس.
وربط المؤلف - عند حديثه عن المنهج كمنظومة خبرات مربية - بين موقف نزول آدم - عليه السلام - إلى الأرض كأول خبرة تربوية مباشرة للإنسان، وبين نموذج الخبرة المربية.
ثم تحدث عن شروط الخبرة المربية: فلا بد أن تكون (هادفة - تحقق الاستمرارية والتتابع - يتوفر فيها التكامل - يتوفر فيها الشمول لكل جوانب الحياة - تعمل على اكتشاف خبرات جديدة - تحقق التوازن بين الفرد والمجتمع).
ثم تحدث عن المنهج ونوع الخبرات (مباشرة وغير مباشرة)، مستشهدًا في كل ما سبق بالتراث الإسلامي المنير.
وتكوَّن الباب الثاني (أسس بناء المنهج) من سبعة فصول، تناولت الأسسَ ودور المنهج فيما يخص كل أساس على حدة، كالآتي:
- الفصل الأول: تحدَّث فيه عن هدى الله كأساس أول لبناء المنهج.
- الفصل الثاني: الأساس الثاني: طبيعة العلم والثقافة، ودور المناهج فيما يختص بكل منها.
- الفصل الثالث: الأساس الثالث: طبيعة الإنسان، ودور المناهج فيما يختص بها.
- الفصل الرابع: جوانب تربية الإنسان، ودور المناهج فيما يختص بها.
- الفصل الخامس: الأساس الرابع: طبيعة المجتمع (العلاقة بين الحاكم والأمة - العلاقة بين الفرد والمجتمع - العلاقة بين الأغنياء والفقراء- العلاقة بين الرجل والمرأة - العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين - العلاقة بين أجناس المجتمع وطوائفه المختلفة - والحديث عن دور المناهج فيما يختص بكل عنصر من العناصر السابقة).
- الفصل السادس: الأساس الخامس: طبيعة العلاقات الدولية والقوى المؤثرة فيها، ثم تناول بعض القوى المؤثرة في العلاقات الدولية وأساليبها، مثل الصليبية، والصِّهْيَوْنية، وما يتعلق بهما، وكذا العلاقات الدولية بين الأمة الإسلامية وغيرها من المنظور الإسلامي، ودور المناهج فيما يختص بها كلها.
- الفصل السابع: الأساس السادس: طبيعة الكون، ثم دور المناهج نحو الكون المحسوس ونحو عالم الغيب.
وأما الباب الثالث (عناصر المنهج)، فاحتوى على أربعة فصول:
- الفصل الأول: الأهداف.
- الفصل الثاني: المحتوى.
- الفصل الثالث: الطرق والوسائل والأنشطة التعليمية (طرق التعليم والتعلم - النشاط المدرسي).
- الفصل الرابع: تقويم المنهج.
وقد رصد الباب الرابع المناهج التربوية المختلفة، ثم تحدث عن عيوب تنظيمات المناهج السابقة، ومنها:
- الأساس العلماني البحت؛ حيث تهتم هذه المناهج بالحياة الدنيا فقط، مستبعدةً الدِّينَ من توجيه شؤون الحياة الدنيا.
- لا تحقق الغاية من وجود الإنسان في الأرض (الخلافة والعبودية لله في الأرض).
- تهمل أهم جواب تربية الإنسان، وهو الجانب الإيماني، الذي هو غذاء لروحه.
ثم تحدث عن منهج جديد، أطلق عليه (منهج الاستخلاف)، مبيِّنًا أسس تنظيمه، ومنها:
- تحقيق خلافة الإنسان لله في الأرض.
- تحقيق وحدة المعرفة.
- الاهتمام بالإنسان ككل: الروح، والعقل، والجسد.
- الاعتماد على إيجابية ونشاط ودافعية المتعلم.
- يعتمد على الخبرات المربية (المباشرة وغير المباشرة).
- يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
- يراعي الفروق بين الجنسين.
- تتعدد طرق التدريس والوسائل والأنشطة التعليمية فيه.
- يُعِدُّ المعلمَ ليكون إنسانًا يحقق مفهوم الإنسانية.
ثم يتوجه المؤلف في آخر الكتاب إلى كل مسؤول، قائلاً: "أناشد كل مسؤول عن التربية في كل بقاع الأرض - خاصة في عالمنا الإسلامي - أن يأخذ بهذا المنهج في تربية الأجيال؛ عسى الله أن يجعل لنا مخرجًا مما نحن فيه".
أرجو من الله - عز وجل - أن يكون عرض الكتاب شافيًا وافيًا، ومن الله الهداية، وبه التوفيق.
لقراءة الكتاب: اضغط هنالتحميل الكتاب: اضغط هنا