ابو علي الكردي المدير
عدد المساهمات : 11822 تاريخ التسجيل : 01/09/2013 العمر : 63 الموقع : أربيل
| موضوع: 331 الشعر و الناقد -د. وهب رومية الثلاثاء فبراير 24, 2015 1:09 pm | |
| الشعر و الناقد من التشكيل إلى الرؤيا تأليف/د.وهب رومية كتاب عالم المعرفة - 331 الناشر/ المجلس الوطني للثقافة و الفنون والآداب - الكويت تاريخ النشر/سيتمبر 2006
كتاب من( قضايا الثقافة ) للدكتور وهب رومية , يسلط الضوء على مجريات الدورة التاسعة دورة ابن زيدون لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري , التي عقدت في شهر تشرين الأول سنة 2004 وماتخللها من مداخلات وبحوث ودراسات لباحثين ومختصين ودارسين أدباء حضروا هذه الدورة المتميزة عما سبقها أو لحقها من دورات عقدتها المؤسسة , إضافة إلى الملتقيات والاحتفاليات , مثل دورة البارودي , دورة الشابي , دورة العدواني , دورة الأخطل الصغير , دورة أبي فراس الحمداني دورة علي بن المقرب العيوني , دورة شوقي لامارتين , دورة معجم البابطين إلا أن هذه الدورة تمثل انعطافا تاريخيا حاسما في تاريخ هذه المؤسسة , فقد كانت الدورات التي سبقتها دورات أدبية تعنى بالشعر وقضاياه , ثم لاتجاوز الثقافة الأدبية إلى أية قضية ثقافية أخرى . ولم يكن هذا الانعطاف أو التحول انصرافا عن الشعر وشؤونه , فقد ظل للشعر حضوره القوي في هذه الدورة والدورات التي تلتها , ولكن قضايا أخرى أخذت تزاحم الشعر ابتداءا من هذه الدورة , هي قضايا الثقافة والسياسة , فانتزعت منه كثيرا من امتيازات الملك , ولكنها أبقت له الكرسي والتاج والصولجان .
الكتاب صادر عن وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب , سلسلة الكتاب الشهري آفاق ثقافية العدد /118/ جاء في 344 صفحة من القطع المتوسط , تضمن مدخلا تاريخيا وبابين اثنين هما : الأول قضايا الثقافة العامة . الثاني – قضايا الثقافة الأدبية – اشتمل كل باب على فصلين في هذه الإضاءات , رأيت التركيز على بعض النقاط فيما جاء في الباب الأول تحديدا وذلك لحضور قضايا الثقافة العامة لأول مرة في هذه الدورة .
وبعد : لقد كان لمؤسسة جائزة البابطين شرف طرح قضايا الثقافة العامة , وقضايا الثقافة الأدبية , وشرف إقامة الدورات المتلاحقة لمناقشة هذه القضايا الحيوية في عالمنا المعاصر . ولم يكن من مقاصد هذه المؤسسة – كما يرى الدكتور رومية – أن تملي رأيا أو تصادر آخر , بل كان همها أن تهيء الأسباب اللازمة للحوار حول تلك القضايا التي تطرقت اليها الدورة , وأن ترعى الحوار لعلها تشيع روحه في الثقافة العربية المعاصرة .
يقول الدكتور رومية في مدخل تاريخي كمقدمة للكتاب ... حين جرح الذئب في وكره , وأنا أقول حين جرح الوحش – بعد المعذرة من الدكتور – في 11 أيلول عام 2001 قامت الدنيا ولم تقعد بعد !! وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن تصنيفه العجيب للبشر دولا وأفرادا ومنظمات وأحزابا من ليس معنا فهو ضدنا !! فقد قسموا المحافظون الجدد في البيت الأبيض العالم محورين : محور الشر ومحور الخير !! هكذا بنت السياسات الأمريكية المتعاقبة التطرف الإسلامي حجرا حجرا بيديها , وبمساعدة بعض أصدقائها في المنطقة إبان الحرب الباردة لإنهاك المعسكر السوفييتي .وحين انتهت الحرب الباردة لم تعد في حاجة إليه فانقلبت عليه , وصار المجاهدون العرب في أفغانستان العرب الأفغان متطرفين إرهابيين !! ولم يجد العالم مناصا من الانصياع للتهديد , فتقاطرت الدول تعلن تأييدها لسيد البيت الأبيض , وعداوتها للإرهاب , ولكل من لا يعاديه . وحقا إن الإرهاب يستحق الإدانة والمحاربة , ولكن لابد قبل إدانته وحربه من تعريفه بيد أن سيد البيت الأبيض اكتفى بتعريفه تعريفا ملتبسا , ثم لم يلبث أن أغمضه بتحديد تجلياته ومنذ ذلك الوقت تابعت أحداث تاريخية جسام جرت الويلات على منطقة الشرق الأوسط !! ماعدا إسرائيل – فقتل مئات الآلاف , وجرح أضعاف هذا الرقم , وشرد الملايين , ودمرت حضارات عريقة عراقة التاريخ بل أعرق منه . ولم تنطفئ شهوة سفك الدماء والتخريب والتدمير تنفيذا لتصور المحافظين الجدد للعالم بقوة الآلة العسكرية الأمريكية الجهنمية .
الأحداث التاريخية الجسيمة التي وقعت لاتمثل النتائج الأخيرة لهذا النهج , بل تمثل مقدماته الأولى , وانتهت إلى أسماعهم قوية تصورات أصحاب هذا النهج المستقبلية متمثلة في الفوضى الخلاقة وبناء شرق أوسط جديد وضرورة اختراق مفهوم السيادة الوطنية لفرض التصور الأمريكي في مجال حقوق الإنسان , وديمقراطية المنطقة , وإعلاء شأن الأقليات ( عرقية ودينية وطائفية ) ودعمها مما ينذر بتمزق الدولة القطرية التي أنتجتها معاهدة سايكس بيكو 1916 انه يحاول أن يعيد صياغة التاريخ والمفاهيم وفق تصوراته الخاصة السيد الأمريكي و بأن يفرض بناء المستقبل وفق هذه التصورات مستندا في ذلك كله إلى قوة عسكرية عملاقة وجهنمية .
إنها العولمة أو بتعبير أدق – الأمركة التي تكاد تقضي على مفهوم السيادة الوطنية للدول , فتقلص مفهوم هذه السيادة حتى توشك أن تجعل منها حكما ذاتيا لا أكثر , وتجعل من أسواق هذه الدول أسواقا تابعة للسوق العالمية . لابد من مقاومة هذا الثور التفكيكي الهائج ولهذه المقاومة ضروب شتى أرى بعضها في جنوب لبنان والعراق وغزة . وستبتكر الشعوب بعبقرياتها طرقا أخرى لمقاومته .
إن السياسة الاستعمارية الغربية عبثت بالجغرافيا السياسية في المشرق العربي , ورسمت حدود الدول القطرية على النحو الذي أرادته وقد عمت ببلائها معظم الأقطار العربية . ومنذ ظهر النفط في نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات من القرن العشرين لم تكف عن تطويق منابعه ومحاولة السيطرة عليه بوسائل شتى , حتى سيطرت عليه سيطرة شبه مباشرة في العقود القليلة المنصرمة .
الواقع التاريخي الحديث لعلاقة الحضارة العربية الإسلامية بالحضارة الغربية في طوريها الطور الأوروبي , والطور الأمريكي . انه سياق تاريخي طويل مثقل بالظلم والعدوان , وعدم الاحترام , ومحاولة النفي والمحو , أو التهميش والإقصاء على اقل تقدير .
هكذا ظلت القضايا العربية – وستبقى إذا لم تتغير أحوال العرب اولا – رهينة أمرين : أولهما ثقافة متعالية مغرورة رغبة في التمييز والاستعلاء , وشهوة جبارة إلى مزيد من المصالح لا تعرف الشبع أو الارتواء .
وثانيهما : أنظمة عربية غير ديمقراطية عاجزة عن حوار الآخر حوار الأنداد خوفا على امتيازاتها وكراسي حكمها وفيمايلي ننتقل إلى تلخيص بعض الأفكار من موضوع قضايا الثقافة العامة :
التنوع والاختلاف والتناقض بين بني البشر هي الحقائق الأولى للكينونة البشرية . إن تشابه البشر حقيقة لانزاع فيها , ولكن تنوعهم واختلافهم وتناقضهم حقائق موصولة بالكينونة الإنسانية منذ بزوغها , ولذا فإن تجاهل هذه الحقائق , أو الإصرار على إلغائها هو العبث بأمور لايصح العبث بها , وهو رؤية ضريرة للتاريخ الإنساني ماضيا وحاضرا ومستقبلا . إن جنون القوة قادر على خلق عالم من الأوهام , ولكنه عن تحويل هذه الأوهام , ولو اكتسبت صلابة الواقع , إلى واقع تاريخي اجتماعي حي .
فالعيش المشترك يعني قبول الطرفين بفكرة اتساع الدنيا وفضل الله ونعمه فيها لخلق الله كافة . وأن التعاون على استثمار خيراتها وإعمارها هو الغاية الجامعة للناس أجمعين دون تمييز بينهم في ذلك بسبب الدين أو المذهب أو الطائفة داخل الدين إن الوجه الآخر للعولمة هو إحياء الهويات الصغيرة , الطائفية والثقافية والإثنية .
إن المتطرفين المعاصرين يعطلون العقل والفهم . والإرهاب هو الإبن البكر للتطرف وإن غياب تعريف محدد ومتفق عليه دوليا لمفهوم الإرهاب يشكل أحد العوائق الأساسية التي تحول دون اتخاذ إجراءات دولية فاعلة لمكافحته .
العولمة نظام لامنطقي ولا عقلاني لأنه يقوم على نفي الآخر , وهذا النفي ينافي قانون قيام الإنسانية على التواصل والتنوع . إن التقدم والتميز الحضاريين هما الأساس في مواجهة الآخر والتأثير عليه , فانتصار أي أمة أو انهزامها يرجع في الأساس إلى العوامل والأسباب الداخلية لها . ولكن ليس من الحصافة أيضا أن تتصرف وتفكر كأنك وحدك في هذا العالم . أنت في حاجة إلى الآخرين , فليكن الآخرون في حاجة إليك , وإذا هددك الآخرون فلتكن قادرا على تهديدهم . هكذا يعتدل الميزان إذا لم يشعر الغرب بأهميتنا الاقتصادية والثقافية والسياسية فلن يعترف بنا , ولن يرضى أن يحاورنا محاورة الأنداد وإذا لابد من بناء الذات أولا بناء معاصرا ولابد من تحصينها . والمقصود بذلك الذات الفردية والذات الاجتماعية , والذات الوطنية والذات القومية . وان يكون هذا البناء بعمليات اصلاح واسعة وعميقة على مختلف الأصعدة . المراد أن ننتمي إلى هذا العصر بلاذوبان أو استلاب كما يليق بأمة عريقة أن تفعل .
إن اضطهاد طرف لآخر لايتوقف على واحد منهما فحسب , بل لابد أن تكون المسؤولية مشتركة بين الطرفين ولو بنسبة متفاوتة جدا .. إننا نمكن عدونا منا بسلوكنا وتصرفاتنا , وحين نقنعه بجدارتنا بالاحترام نفرض هذا الإحترام عليه.
المؤلف في سطور :
أستاذ في جامعة دمشق . دكتوراه في الآداب من جامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات عميد كلية الآداب بجامعة دمشق سابقا . عمل أستاذا زائرا في أكثر من جامعة . شارك في العديد من المؤتمرات والندوات واللجان العملية والتحكيمية في العالم العربي باحث محكم في العديد من المجلات والدوريات العلمية المحكمة ..
كتبه المنشورة : الرحلة في القصيدة الجاهلية ط3 قصيدة المدح حتى نهاية العصر الأموي – بنية القصيدة العربية .
شعرنا القديم والنقد الحديث – سلسلة عالم المعرفة – الشعر والناقد , سلسلة عالم المعرفة .
رابط الكتاب -----------
رابط مباشر
عدل سابقا من قبل ابو علي الكردي في الأحد ديسمبر 16, 2018 10:07 pm عدل 1 مرات | |
|
ابو عبدالرحمن الكردي مشرف
عدد المساهمات : 5013 تاريخ التسجيل : 03/09/2013 العمر : 48 الموقع : (أرض الله الواسعة)
| موضوع: رد: 331 الشعر و الناقد -د. وهب رومية السبت يناير 20, 2018 10:12 am | |
| جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم واعانكم الله علي الخير وحفظكم الله ورعاكم وادام الله بقائكم | |
|