حمد المرزوقي - تزممارت : الزنزانة رقم 10

قال تعالى:
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة 74.

تم رفع مذكرات الضابط أحمد المرزوقي في شهادته على زيارته التي استغرقت 20 سنة في جحيم تزممارت أفظع معتقل قرأت عنه على الإطلاق. لم أجد ما أقدم به سوى الآية القرآنية من سورة البقرة لأن هول ما ستقرؤون حول مدى قسوة البشر يفوق ما يمكن تصوره أو تبريره.
تعديل / حذف المشاركة
لقد قرأت من أدب المعتقلات الكثير الكثير طيلة ثلاثين سنة، وصدقني إن ما وقع بتزممارت مختلف تماما ولا يماثله أي شيء مما وقع في أي دولة عربية، حتى في سوريا ومصر والعراق. إنها تجربة مختلفة تماما بدون أدنى مبرر. اقرأ المذكرات وستعرف ما أقصد.
الفرق هنا في أن هؤلاء حبسوا في تزممارت لأنهم شاركوا دون علمهم في انقلاب، وبعد محاكمات صورية، بأحكام متفاوتة، اختطفوا فجأة، ومنهم من قرب من إكمال مدة حبسه، إلى منطقة نائية في الصحراء وتركوا للموت دون أن يعلم بوجودهم أحد لسنوات طوال.
جميع المعتقلات، حتى غير الشرعية منها، تكون معروفة. وميزة ذلك أن بإمكان السجناء تنظيم احتجاجات وإيصال صوتهم إلى الرأي العام للضغط، حتى لو تعرضوا للتعذيب الشديد، كما وقع في سجون عبد الناصر مثلا. أما في تزممارت فكان الهدف هو الموت البطيء لأقسى درجة ولأقى مدة. حتى رحمة الموت حرموا منها وبدون أي ذنب جنوه. أتمنى صادقا أن تقرؤوا المذكرات وتقارنوها بما قرأتم أو سمعتم. ورغم ذلك فإن أحمد المرزوقي أهمل أشياء كثيرة مقارنة بمذكرات محمد الرايس رفيقه في تزممارت التي قرأتها قبل أكثر من عقد حين نشرت مسلسلة في جريدة الاتحاد الاشتراكي في أواخر عهد الحسن الثاني.

تزممارت الزتزانة رقم 10

_________________

منتدی إقرأ الثقافي على الفيسبوك

بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
واحسن الله اليكم
واعانكم الله
ويسر لكم امركم
وكثر الله من امثالكم
ادام الله بقائكم لخدمة العلم في سبيل الله

_________________
حمد المرزوقي - تزممارت : الزنزانة رقم 10 30tl3wk

صفحة المنتدي علي الفيسبوك

» أحمد المرزوقي - تزممارت : الزنزانة رقم 10
» صدّام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ماحدث - المحامي خليل الدليمي
» سلطة ولي الامر في تقييد سلطة القاضي تألیف د. محمد بن عبدالله بن محمد المرزوقي