منتدى إقرأ الثقافي
المواد المنشورة هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليها
غايتنا رضى الله سبحانه, و هدفنا تثقيف الأمة الإسلامية بكل العلوم
منتدى إقرأ الثقافي
المواد المنشورة هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليها
غايتنا رضى الله سبحانه, و هدفنا تثقيف الأمة الإسلامية بكل العلوم
منتدى إقرأ الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى إقرأ الثقافي

منتدى ثقافي للكتب باللغات الكوردية, العربية, الفارسية و الإنجليزية
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  المنشوراتالمنشورات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب - د.محمد بن عبدالله السلومي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو علي الكردي
المدير
ابو علي الكردي


عدد المساهمات : 11678
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
العمر : 62
الموقع : أربيل

ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب - د.محمد بن عبدالله السلومي Empty
مُساهمةموضوع: ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب - د.محمد بن عبدالله السلومي   ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب - د.محمد بن عبدالله السلومي I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 21, 2014 4:38 pm

ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب - د.محمد بن عبدالله السلومي 11153

ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب
المؤلف/د.محمد بن عبدالله السلومي
الناشر/مجلة البيان
الطبعة/الأولى 1426ھ-2005م

منقول من موقع المسلم : (ضحايا بريئة.. للحرب العالمية على الإرهاب)، بهذا المسمى الجديد، يطلّ علينا الدكتور محمد بن عبدالله السلومي، في كتابه الثاني حول الحرب الأمريكية على (الإرهاب)، ليقدم لنا تصوراً جديداً، يوصّف فيه هذه الحرب بأنها (الحرب العالمية الرابعة).
وفيها يقول الدكتور في مقدمة كتابه: "تميزت ضحايا الحرب العالمية الرابعة بأن الأشلاء البريئة كانت من الفقراء والأغنياء على حد سواء، ومن الدول والمؤسسات والممتلكات والأفراد، بل إن الضحايا من دول الشمال والجنوب، والقاسم المشترك هو الانتماء الديني والعمل الإنساني ".

ويضيف حول القائمين على هذه الحرب بأنهم "أوشكوا – حسب نظرهم – على الانتصار على عدو وهمي لم يتحدد تعريفه حتى الآن (الإرهاب)، وكل ذلك يتم على حساب الضحايا البريئة، وعلى حساب تحديات أخرى حقيقة يعيشها العالم".
مستعرضاً الواقع المرير والمزيف الذي شكل أكبر تحدٍ للبشرية التي تنشد العدالة والحرية ومعرفة الحقيقة.. كما سجّل تاريخ بداية هذا القرن الجديد أن أبرز الضحايا البريئة لهذا القرن، المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية الإنمائية والتعليمية ببرامجها وأنشطتها وأموالها وبعض العاملين فيها وغيرها من المؤسسات التي تدعم العدالة أو بعض القضايا الإسلامية، لتكون الضحايا الأكثر تضرراً تلك الشعوب الجائعة والمتعطشة للإغاثة.

المؤسسات غير الحكومية (الحقيقة والأهمية):
يستعرض الكاتب حجم تزايد التوظيف في القطاع الخيري (غير الربحي) واستمرار هذا النمو رغم الركود الاقتصادي أحياناً، كاشفاً عن حجم مالي مقداره ترليون دولار لصناعة المنظمات الخيرية غير الحكومية..، وارتفاع نسبة التوظيف فيها إلى 4% خلال عام 2000م، ووجود أكثر من 25 ألف منظمة ذات طابع غير حكومي.
إلا أن يشير إلى ما أسماه (الاحتواء الحكومي أو التوظيف السياسي) الذي أضر بعمل هذه المنظمات ما انعكس سلباً على الضحايا الكبيرة والبريئة).
ويذكر الكاتب على وجود قوة حقيقية للمنظمات غير الحكومية، في محاربة الإمبريالية والاحتكار والمصالح الاستعمارية وحتى الاقتصادية البحتة التي لا تلتفت إلى حقوق الناس.
ويكشف الكاتب الأثر والتغير الذي حصل بعد أحداث "سبتمبر" والتي غيّرت كثيراً من عمل المنظمات غير الحكومية في العالم الإسلامي بالتحديد، بشكل سلبي وخطير، أثر على عملها ونشاطها، عبر الاتهامات والدعاوى والتجميد والتضييق عليها بحجة دعم تنظيمات محظورة.
ويركز على نقطة هامة مفادها، أن انتشار الجمعيات الغير حكومية كان إحدى الأسلحة الأمريكية في الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي السابق، الذي كان لا يؤمن بمؤسسات المجتمع المدني، وكيف أن هذه الاستراتيجية تغيّرت بعد ذلك للتحوّل إلى تقليم جوانب تلك القوة التي تمتلكها المنظمات غير الحكومية، وخاصة الإسلامية؛ مبيناً العديد من الوسائل والأساليب التي قامت بها الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة لتقويض عمل هذه المؤسسات.

المنافسون الجدد:
المنظمات الإنسانية الدولية: والتعسف الجديد:
من الآثار التي أحدثتها دعاوى الولايات المتحدة لمحاربة ما يسمى (بالإرهاب) مارست الإدارة الأمريكية سياسة واسعة للحد من انتشار المؤسسات والمنظمات غير الحكومية، وتدخلت في سياستها وأعمالها بشكل سلبي، أفقدها براءتها في العمل الإنساني.

وعلى الطرف الآخر، باتت المنظمات الإنسانية الغربية تكشف عن سياستها الجديدة في السودان وإندونيسيا وغيرها، وهو ما أظهر مقدار التدخل في شؤونها وتسيسها لصالح مطامع الأمريكان وفي مقابل انحسار العمل الخيري الإسلامي امتدت آلاف المؤسسات الغربية في نفس الساحة.. كتسجيل 3000 مؤسسة غربية غير حكومية جديدة في باكستان، بعد إغلاق المؤسسات الخيرية العربية هناك!

الأمم المتحدة والحرب العالمية الرابعة:
في حديثه عن دور الأمم المتحدة المسيس من قبل الولايات المتحدة.. ورأيها الغائب عند القرار الأمريكي.. ينقل الكاتب عن مسؤول أمريكي قوله: "لا نريد أن ينظر إلينا كأننا مجرد مصرف أموال.. يحق لنا الصوت الأكبر؛ لأن نسبة الأموال التي ندفعها للأمم المتحدة أكبر، ولا يجوز أن يكون لفرنسا أو ألمانيا الصوت الأكبر بينما نحن الممول الأكبر".
بهذه الرؤية وهذه الهيمنة، يتم تسييس عمل الأمم المتحدة بما يتوافق مع الرغبات الأمريكية حيث تمارس صلاحياتها كاملة في تهديد المجلس وتعديل قراراته.
ويكشف الكاتب جملة من الانتهاكات الأمريكية في الأمم المتحدة، كتهديد الأمين العام بالعزلة بحال رفض الإملاءات الأمريكية، والتجسس الأمريكي على مكاتبها، وتهميش قراراتها وغيرها.

حقيقة العمل الخيري ومؤسساته:
يؤكد الكاتب في هذا الباب على أن العمل الخيري جزء لا يتجزأ من الدين الإسلامي، وأنه جزء من عقيدة الأمة وعبادتها، مستعرضاً مصادر التمويل لها من أوجه الزكاة والوقف والصدقات وأعمال المؤسسات والمبيعات الإسلامية.

مساهمة المؤسسات الإسلامية في العمل الدولي:
وعلى الرغم من اعترافه بضخامة حجم المؤسسات العالمية ذات التمويل الهائل مقارنة بالمؤسسات الإسلامية الخيرية إلا أن الكاتب يؤكد بالأدلة الأدوار الهامة التي اضطلعت بها هذه المؤسسات وعدم تفريقها في الكوارث بين المسلم وغيره.. مورداً شهادات عالمية تؤكد هذا النجاح.
ويستعرض الكاتب نماذج من المشروعات الإغاثية والإنمائية التي قامت بها المؤسسات الإسلامية من بناء مساجد وإقامة مشروعات تعليمية ومنح دراسية وإغاثة المنكوبين في أماكن عديدة وإقامة المخيمات الطبية لمعالجة المرضى وحفر الآبار وإفطار الصائمين وكفالة الأيتام وتوزيع الأضاحي وإقامة المراكز الاجتماعية.

الحملات الأمريكية والدولية:
في الفصل الثاني الذي حمل عنوان "الحملات الأمريكية والدولية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001"، يستعرض الكاتب طريقة التضليل الإعلامي الذي تمارسه الإمبريالية الأمريكية في الهيمنة الفكرية على العالم وقلب الحقائق ليخرج منه إلى الحملة الأمريكية الإعلامية تجاه العمل الإسلامي الخيري.
وفيها كتب يقول: "حسب رأي عدد من المراقبين، فإنه لأول مرة في التاريخ السياسي للولايات المتحدة.. يبلغ التضييق المركز (الأمريكي الواجهة، الصهيوني التدبير).. والحصار المضروب على فعاليات العمل الإسلامي هذا الحد من العنفوانية والحجم من الشراسة".
كاشفاً حجم العمل الصهيوني ضد ما تصفه من تنامي التيار الإسلامي والخطاب المعادي لها، وما أتيح لها من فرض في التأثير والمشاركة السياسية وصياغة مستقبل المنطقة.

ويعود الكاتب قليلاً إلى الوراء.. ليعطي لمحة من العمل الخيري الإسلامي في أمريكا قبل أحداث 11 سبتمبر وكيف أن التضييق عليه كان سابق لهجمات سبتمبر عبر إغلاق وكالة الإغاثة الإسلامية لأفريقيا عام 1999، والضغط على حكومة فواز شريف في باكستان لخفض كثافة العمل الخيري الإسلامي الذي ألغى أعمال 500 موظف عربي في بداية التسعينات إلى موظفين اثنين فقط عام 1999، والربط المبكر بين المؤسسات الخيرية الإسلامية وما يطلق عليه اسم (الإرهاب).

يحاول الكاتب عبر إيراد نماذج وأمثلة لعرض حملات دولية دعائية ضد العمل الخيري الإسلامي.. الوصول إلى نتيجة أكيدة مفادها اتساع النطاق الجغرافي للحملة المغرضة ضد انتشار المؤسسات الخيرية الإسلامية وتنوع هذه الحملة وشموليتها وأنها نالت المؤسسات الإسلامية دون النصرانية واليهودية.

وينتقل الكاتب بلمحة ذكية إلى الضغط الأمريكي الممتد الذي لم يصل إلى المؤسسات الخيرية الإسلامية بل وصل حتى الكتب والمناهج المدرسية في الدول العربية والإسلامية، والتدخل لإغلاق معاهد ومدارس وجمعيات إسلامية والاطلاع على كشوف الحسابات والأسماء لدى جميع المؤسسات الإسلامية موثقاً لهذه المعلومات بالحقائق والأدلة والتواريخ.. وبعض نصوص المطالب الأمريكية من الدول العربية.

كما يستعرض الكاتب الأساليب الرقابية التي تمارسها الإدارة الأمريكية على المبيعات والمؤسسات الإسلامية داخل الولايات المتحدة.. وإجراءات المعاقبة على أي مؤسسة أو جمعية دون وجود أدلة حقيقية على الاتهامات الموجهة إليها، مع ذكر الأمثلة والتواريخ التي تؤكد هذه المعلومات.

انتصار الحقيقة:
اختار الكاتب هذا العنوان في فصله الثالث ليركز على الحقائق المستقاة من الولايات المتحدة نفسها (جلسات محاكمة، جلسات الكونغرس، أقوال صحفيين وكتّاب وقادة سياسيين... إلخ).
وينطلق الكاتب من الكونغرس لعرض الإجراءات المزيفة والملفقة لحظر النشاطات الإسلامية عبر محاولات التضليل بربط عمل المؤسسات الخيرية الإسلامية (بالإرهاب) وتلفيق شهادات الاستماع والاتهام بتمويل الإرهاب في الكونغرس.
ويقدم الكاتب مؤسسة الحرمين الخيرية كنموذج يسلط الضوء عليه من خلال نشاطاتها الخيرية.. قبل أن ينتقل إلى ملفات ووثائق أمريكية حاولت على مدى سنوات.. تصويرها على أنها أكبر مؤسسة إسلامية تم إنشاؤها من أجل نشر "الإسلام الإرهابي".. ثم اتهامها منذ سنوات عديدة سبقت هجمات 11 سبتمبر على أنها إحدى المؤسسات الداعمة للإرهاب والمساندة لأعمال تنظيم القاعدة..

ويكشف الكاتب في هذا الباب كيف أن جميع الاتهامات التي بني على أساسها قرار إغلاق المؤسسة كان باطلاً ومزوراً وكان يستند إلى معلومات يعترف الأمريكيون أنها "شكوك" ويقول: "لو كان لدى حكومة الولايات المتحدة حقيقة اشتباه جدي في علاقة مؤسسة الحرمين بتمويل الإرهاب لكان من الطبيعي أن تتركها عاملة لكي يخدم تتبع حركة وسير المال كوسيلة فعالة لكشف الإرهابيين وخططهم".

وضمن هدف الكشف عن الحقيقة، يقدم الكاتب التساؤل الأهم، إذا لم يكن الهدف الحقيقي هو الهدف المعلن، أي وقف تمويل الإرهاب، فما هدف الحكومة الأمريكية من تحجيم نشاط الجمعيات الخيرية الإسلامية؟ ليوضح حقيقة أكيدة، هي أن إيقاف أي جمعية خيرية يلقي بظلاله القاتمة على آلاف الفقراء والمحتاجين الذين كانوا يستفيدون من أموال هذه الجمعية.

ويقدم الكاتب رؤيته حول علاقة كل ذلك بهدف آخر لدى الولايات المتحدة وهو تقويض الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب... ذاكراً الحجم المالي الضخم الذي أنفق على هذه الحركة من أجل نشرها في العالم والتأثير الفعال والقوي لدعوة الشيخ الإصلاحية، التي وجدت أصداءها في الجزيرة العربية وخارجها منذ قرنين من الزمان.

وفي فقرة (وقفة مع تقرير الحرية الدينية في العالم) يستعرض الكاتب نقده المدروس والموثق لبعض ما جاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية من انتقاد لطريقة تطبيق الشريعة الإسلامية في السعودية.. ليبين بعد ذلك معايير التصنيف الخاطئة عند مكتب مراقبة الممتلكات الأجنبية في الولايات المتحدة والعدالة الأمريكية وينقل عن الكاتب ديفيد أوتاوي: "المسؤولون في المؤسسات الخيرية لم تتح لهم الفرصة لمواجهة جميع أدلة الحكومة الأمريكية على صلة هذه الجماعات بالإرهاب.. إن الدليل السري لا يزال بعيد المنال، كما أن الكثير من الأدلة المعلنة انقلبت إلى ادعاءات على صفحات الجرائد"، ثم يكشف جملة من الانتهاكات والأخطاء القانونية التي مارستها المحاكم الأمريكية بكل حرية في تعاملها مع المؤسسات الخيرية الإسلامية بهدف تقويض أعمالها، والتي لم يتح للناس الاطلاع عليها فيما سكت عنها الحقوقيون هناك:
ومقابل الظلم الواضح الحاصل ضد المؤسسات الإسلامية.. يقول الكاتب: "ولقد أثبت القضاء الأمريكي عدالته في دعاوى أخرى عرضت عليه، ومن أبرزها دعاوى التعويضات الجماعية على الحكومة السعودية ومجموعة من الأمراء السعوديين ورجال الأعمال وبعض البنوك السعودية.
موضحاً أن الكثير من الدعاوى أسقطت بعد ذلك بسبب عدم وجود أدلة كافية إلا أنها شكلت في وقتها حصاراً وحملة إعلامية كبيرة ضد المؤسسات الخيرية الإسلامية.

قضايا ومواقف تكشف الأهداف الحقيقية:
تحت تساؤل يقول: "هل الإجراءات المالية تجاه المؤسسات الخيرية الإسلامية تحقق الهدف منها" يستعرض الكاتب تقارير ومعلومات توصل القارئ إلى نتيجة مفادها أن "الصعوبات والتحديات تكشف أن تعقب أموال الجمعيات الخيرية لا يحقق الهدف المعلن، لأن الإرهاب لا يتطلب أموالاً كبيرة، وخاصة أن الحركة المالية غير الكبيرة لا تخضع لأي مراقبة".

وبعد استعراض تقارير ومعلومات عن طريقة عمل البنوك الدولية.. يصل الكاتب إلى نتيجة هامة أيضاً تقول: "إن ضغط الولايات المتحدة على دول العالم لإلزام بنوكها بتجميد الأرصدة المشتبه في دعمها للإرهاب لا يقوم على سند قانوني، ولا على يقين تام بانتماء هذه الأرصدة إلى جماعات إرهابية وإنما يقوم على مجرد اشتباه"، ليؤكد بعد ذلك على استحالة تعقب أي (سنت) في طريقه إلى (إرهابي) أياً كانت الطرق. ويستعرض نماذج من عمليات هجومية لم تكن بحاجة إلى كبير تمويل لتنفيذها.. ثم يستعرض أمثلة عن تحريات بريطانية كشف بعض الحقائق حول منظمات إسلامية مارست الولايات المتحدة ضدها أساليب ضغط وتطبيق.. بحجة دعم حركة (حماس) وهو ما يعطي نتيجة جديدة أيضاً، هو الموقف العدواني السلبي للولايات المتحدة ضد القضية الفلسطينية.

حالات دراسية:
في الفصل الخامس.. يستعرض الكاتب (الذي بات خبيراً في شؤون التوجهات والممارسات الأمريكية ضد المؤسسات الخيرية الإسلامية).. نماذج واقعية عبر تسليط ضوء الدراسة عليها حول كل من القضية الفلسطينية وأفغانستان والعراق من تجميد أصول المؤسسات الخيرية الداعمة لها أو العاملة فيها أو المرتبطة بها.. والشروط الجائرة لوكالات العون الأمريكية لتقديم مساعداتها في تلك المناطق والصعوبات التي تواجهها المنظمات الدولية الأخرى العاملة على أراضيها، ومحاولات التنصير في بعضها وكشف النزعة الدينية لدى بوش والتمرد الأمريكي على المنظمات الدولية وتصفية علماء الدين المسلمين وجرائم الحروب التي تمر دون عقاب.

ويخلص الكاتب بعد كل ذلك للتأكيد على أن "هذه الحالات في فلسطين والعراق وأفغانستان أسهمت في كشف حقيقة بعض المصطلحات أو الشعارات، التي من أجلها شنّت بعض الحروب، ومنها (الحرية!، الديمقراطية!، الإرهاب!) حيث كان اللعب والاستغلال والمتاجرة في تلك.
كما أن هذه الحالات كشفت حجم انتهاك القوانين الدولية والسياسية والإنسانية والإغاثية والحجم الكبير لمخلفات تلك الحروب، وما خلفته من مآسي وضحايا بريئة"..
ويتابع بالقول: "أصبحت أفغانستان والعراق وفلسطين – كنماذج – من الضحايا البريئة لما يسمى بحرب الإرهاب، حيث حُرمت تلك الدول من أبسط احتياجاتها، من الغذاء والدواء والتعليم والإغاثة، حينما أوصدت أبواب المؤسسات الخيرية الإسلامية لتزداد الضحايا"..

الأخطاء والتجاوزات بين المنظمات الإسلامية وغير الإسلامية:
يستفيد الكاتب من مناسبة ذكر التهم الباطلة الموجهة للجمعيات والمؤسسات الخيرية الإسلامية ليفتح ملفاً حول الأخطاء التي تقوم بها المؤسسات والجمعيات الإسلامية مثل الانتقال لذكر جملة من التجاوزات والأخطاء في عمل المؤسسات والجمعيات الغربية، حيث يورد في القسم الأول جملة من الأخطاء والشبهات التي تدور حول المنظمات الإسلامية مؤكداً أن هناك أخطاءً من بعض المنظمات الإسلامية، أو أخطاء من مكاتبها الفرعية أو بعض موظفيها، لم تذكرها الإدارة الأمريكية، وهي تحتاج إلى تصحيح.. وفي المقابل هناك شبهات تحتاج إلى بعض الإيضاح..

ومن أوائل هذه الأخطاء (من وجهة نظر الكاتب) هو ارتباط هذه المؤسسات بالحكومات، مؤكداً على ضرورة أن يكون القطاع الخيري منفصلاً ومستقلاً عن أي جهة حكومية، ويستعرض الكاتب كيفية ارتباط كثير من أوجه العمل الخيري في العالم الإسلامي بالجهات الحكومية في المقابل غير أن هذه المؤسسات تتمتع باستقلالية تامة.

الخطأ الثاني الذي يركز عليه الكاتب هو (ارتباط الدعوة الإسلامية بالإغاثة!) وفيها كتب يقول: "وردت تقارير كثيرة ومقالات وتحقيقات إعلامية متعددة ترى أن من الأخطاء الفادحة للمؤسسات الخيرية الإسلامية أنها تخلط بين الإغاثة والدعوة الإسلامية". ويستعرض هنا ما يعتبره مأخذاً على العمل الخيري الإسلامي، في كيفية استفادة الغرب والإسرائيليين منه في توجيه أصابع اتهام للمؤسسات الخيرية الإسلامية.. إلا أنه يخلص للقول بأنه "من الأخطاء والجناية على العمل الخيري الإسلامي تجريده من هويته الدينية، أو أن يربط بمقاييس ومواصفات ومعايير الأمم والأديان والثقافات الأخرى كحصر دوافعه بالدافع الإنساني فقط".

ويتابع أنه وإضافة لكل هذا "فإن المؤسسات الخيرية الإسلامية والعاملين فيها يؤمنون أن إنقاذ الوثنيين وما شابههم من جحيم الكفر.. رسالة سماوية واجبة، كما يؤمنون أن من جوانب العلاج النفسي للكوارث والحروب والمجاعات الدعوة للإيمان بالله والإيمان بالقضاء والقدر".

وثالث الأخطاء التي يراها الكاتب هنا هي دعم الحركات الجهادية.. وفيها يشرح كيفية قيام جهات خيرية وحكومية بدعم المسلمين والمجاهدين في أماكن عديدة في العالم، عبر تقديم المال والسلاح الأمريكي لهم.
ومنها يخلص أن المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية تضررت كثيراً من تصرفات الحكومة الأمريكية من خلال معاييرها ومقاييسها المختلفة والمزدوجة.

ورابع هذه الأخطاء الحركة النقدية (واردات ومصروفات) للمؤسسات الخيرية الإسلامية، قائلاً: "إن مصدر بعض هذه الاتهامات للمؤسسات الخيرية قد يكون مرجعه بعض الشبهات أو الشكوك في التعاملات النقدية، وهو أمر متبع في معظم المؤسسات الأهلية والحكومية في العالم.. إذ تقتصر المعاملات البنكية على المبالغ الكبيرة".
ويركز على أن "إثارة الشك في التعاملات النقدية المالية هو أحد تقاليد النظام الرأسمالي" الذي لا يعي (ثقافة النقد) بقدر ما يعي (ثقافة البطاقات) – بطاقات الصراف الآلي-.

وينتقل الكاتب بعد ذلك إلى استعراض تجاوزات وأخطاء بعض المنظمات غير الإسلامية، التي يصفها بأنها "الراقصون في الأزمات"، وفيها يقول: "إن المشكلة التي تواجه تلك المؤسسات هي ما يتعلق بتنفيذ الأجندة الخفية؛ لأن معظم مناطق الأزمات والكوارث ومواقع اللاجئين واقعة في البلاد الإسلامية، أو مناطق الأقليات المسلمة".
ويتساءل "هل بعض تلك الأيادي البيضاء بريئة دوماً؟" يجيب عن تساؤله بجملة من التجاوزات والانتهاكات مستعرضاً أهمها، كدعم الإرهاب المحلي والعالمي عبر تسليح وتمويل الميليشيات العسكرية داخل الولايات المتحدة (من 40 إلى 100) ميليشيا داخل أمريكا، وكذلك تمويل الجماعات المسلحة في مناطق عديدة في العالم، كدارفور في السودان والإسرائيليين في فلسطين وغيرها..

كذلك قيام بعض المنظمات الخيرية الغربية بدعم الحركات الانفصالية، كما حدث في السودان ودعم منظمات هندوسية متطرفة في الهند ودعم المسلمين النصارى في النيجر والأيرلنديين في بريطانيا وغيرها، بالإضافة إلى قيامها بتقديم تبرعات للإرهاب، كالتبرع لتنظيمات يهودية متطرفة، والتبرع للإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين مقدماً جملة واسعة من الأدلة والبراهين المستقاة من وسائل الإعلام الغربية وتصريحات القادة والشركات التجارية والمنظمات الخيرية ذاتها.

كذلك استغلال الإغاثة في تغيير الدين والثقافة، عبر تقديم المنح الدراسية لطلاب الدول الفقيرة لتحقيق أهداف سياسية وثقافية، فضلاً عن سياسية محاولة تغيير الدين أو التنصير في دول العالم الثالث على وجه الخصوص، وينقل عن نيد أنفستروم (الذي كان رئيساً لمنظمة رؤية العالم) قوله: "إننا نملك أي مشروع أو برنامج نقوم بتنفيذه، للتأكد بأن ذلك البرنامج يمثل الجانب التبشيري (التنصيري) فيه مكوناً مهماً".

ويكشف الكاتب أيضاً قيام المنظمات الغربية الخيرية(!) بفتح معاهد لتنصير المسلمين في أمريكا، مشيراً إلى أن أمريكا لديها معاهد وكليات ومدارس للدعوة وأصول التنصير.. لا للحفاظ على هويتهم الدينية ولكن من أجل تبديل أديان الآخرين، واختراق المجتمعات داخل أمريكا نفسها.
ليعرج على ذكر اجتماع للمنصرين عام 1977 ثم عام 1978 الذين قدموا 40 دراسة حول الإسلام وعلاقته بالنصرانية، وكان الهدف منه تنصير المسلمين في العالم، ورصدوا لذلك مليار دولار وأنشؤوا من أجل ذلك معهد (زويمر) لتخريج المنصرين!

حقيقة الدوافع والأهداف:
في الفصل السابع من كتابه الشيّق، يقدم الدكتور السلومي خلاصة علمه ومعرفته واطلاعه على حيثيات العمل الإسلامي ومحاربة الإدارة الأمريكية له. حول حقيقة الدوافع والأهداف لهذه الحملة الأمريكية ضد العمل الخيري الإسلامي، ومنها: الشعور بالندية والمنافسة، بسبب ما تتمتع به المؤسسات الإسلامية الخيرية من قوة وتأثير، وأيضا ًدور المورثات الثقافية، من منطلق اعتبار الغرب للإسلام عدواً ومنافساً لهم. كذلك عدم وجود أدلة إدانة ضد العمل الإسلامي الخيري، ما جعل الولايات المتحدة تنحى باتجاه فرض سياسة الأمر الواقع، والتضييق والإغلاق لتحقيق أهداف لم تستطع الوصول إليها بالطرق السليمة.
فضلا عن الاستهداف المكشوف للمؤسسات الإسلامية على وجه التحديد، حتى قبل هجمات سبتمبر.

ويتابع الكاتب أن الدوافع الحقيقية أيضاً للتضييق على العمل الخيري الإسلامي نابعة من توجه الإدارة الأمريكية في دعم الأصولية الدينية الأمريكية وتنفيذ معتقداتها في وجه المد الإسلامي، وتأثير الصهيونية النصرانية على القرار في الإدارة الأمريكية، وتصفية الحسابات السياسية مع الدول العربية والإسلامية والجمعيات الخيرية الإسلامية، التي رعت وساندت دول إسلامية في حربها ضد الصهاينة أو الأمريكيين، في فلسطين وغيرها، ومحاولة تدمير وإضعاف روابط القوة الإسلامية المتعاضدة، وغيرها.

الخاتمة:
يورد الكاتب تساؤلاً جديداً قبل نهاية الكتاب، "هل الإسلام ومؤسساته قوة منافسة للغرب؟"، ليقدم وجهة نظره في صعوبة الإجابة على هذا السؤال، وسط مشروعية الصراع بين الحضارات والأديان.
ويختم الكاتب الدكتور محمد السلومي كتابه بالإشارة إلى حجم التحولات التي يعيشها العالم، بعد أحداث سبتمبر 2001، ليؤكد على نقاط ختامية هامها، منها:
1- أن القضية الكبرى في وقتنا الحالي هي قضية (الأمن العالمي)، التي هي مسؤولية الجميع.
2- أن الأعمال الأمريكية غير القانونية، تحت مسمى (الحرب على الإرهاب) وباسم إحلال الأمن، أصبحت مقوضاً من مقوضاته.
3- إن ما يعتبره البعض (الجهاد الأمريكي) العسكري والسياسي والاقتصادي، هو الذي زرع الكراهية، بل والحقد على أمريكا.
4- معظم الشعب الأمريكي أصبح ضحية أخرى من ضحايا (الحرب على الإرهاب)، حينما أفاق من صدمة هجمات سبتمبر على انقلاب على الدستور الأمريكي والدساتير العالمية، حيث أن الحريات المدنية قد قلّصت على حسابه.
5- إن مؤسسات العمل التطوعي الإسلامية خير مساهم في ضبط الأفراد وتجاوزاتهم.
6- إن كل هذه الضجة التي تثار على المؤسسات الخيرية الإسلامية عالمياً، والسعودية بشكل أخص، انطلقت بحمى التعميم الأعمى، ولا تستند إلا إلى واقعة واحد، وهي أن فرعين من إحدى هذه المؤسسات، أغلقا بإجراء سياسي أمن، من دون أدلة أو حكم قضائي.

ويختتم بالقول: "أرى أن الضحايا البريئة في الحرب على الإرهاب، تزداد يوماً بعد يوم، وتتنوّع بشكل يدعو للدهشة، مخلفة المزيد من الفقر والجهل والمرض والموت والدمار، بل إن هذه الحرب بدوافعها وأهدافها ووسائلها ونتائجها المرعبة، قد تجاوزت كل الأعراف والقيم والحقوق الإنسانية بحق الشعب الأمريكي وشعوب ودول العالم".

رسائل تقدير وإعجاب بالكتاب:
فيما يلي.. بعض من رسائل الإعجاب التي وردت إلى مجلة (البيان) بشأن كتاب الدكتور السلومي.. رأى موقع (المسلم) أنه من المفيد إيرادها..

الدكتور السلومي كشف الزيف ورد الافتراء:
صالح بن عبد الرحمن الحصين
في الحرب العالمية على الإرهاب تعاونت ثلاث دول على اختطاف شيخ مسِن، وقُدِّم لمحكمة جنائية بتهمة دعمه الإرهاب، على أساس اتهامه بأن دعماً مالياً وصل عن طريقه إلى حركة المقاومة الفلسطينية، وأدين بهذه التهمة، وحكم عليه بالسجن لمدة تجاوزت سنوات عمره السبعين.
وحسب علمي لم يُتهم شخص معين من العاملين في المؤسسات السعودية الخيرية العاملة خارج المملكة العربية السعودية بدعوى أن مالاً تسرب عن طريقه إلى جهة إرهابية، فضلاً أن يُقدم إلى محكمة جنائية فتحكم بإدانته.
يقول القانونيون: إن إثبات النفي محال، وإن كان يمكن إثبات واقعة سلبية، ولهذا كانت القاعدة الشرعية (إن البينة على المدعي)، بمعنى: أن من يدعي أن شخصاً أو مؤسسة خيرية دعمت الإرهاب يقع عليه عبء إثبات دعواه، فإن لم يقدم الدليل المثبت لدعواه سقطت.
ومع ذلك فإن الدكتور محمد السلومي في كتابه (ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب) أثبت أن اتهام المؤسسات الخيرية السعودية بدعم الإرهاب غير صحيح؛ إذ نقل نصوصاً صريحة من تقرير "لجنة 11 سبتمبر" الشهير، (الصفحات 113-116 من الكتاب).
ومن يقرأ هذه النصوص الصريحة بعد ترتيبها وفق الترتيب الزمني والمنطقي للأحداث لا يبقى لديه شك؛ ليس فقط أن الولايات المتحدة لا يجود لديها دليل على اتهامها المؤسسات الخيرية السعودية بدعم الإرهاب، بل – بالعكس – تظهر النصوص جلياً أن الاتهام غير صحيح، أي: أن الدكتور محمد السلومي – بالنصوص المقتبسة من تقرير "لجنة 11 سبتمبر" – تمَكَّن من إثبات الواقعة السلبية في: عدم دعم المؤسسات الخيرية السعودية للإرهاب.
ليس من الغريب أن يثبت في أذهان العامة احتمال أن مؤسسة خيرية سعودية تسرب عن طريقها دعم مالي للإرهاب، فحتى قبل أن يذكر هتلر في كتاب كفاحي أن السبيل لتصديق الناس الكذبة الصلعاء – التي لا تُصدّق – هو تكرار الحديث عنها، وقد ظل الإعلام العالمي يكرر هذا الاتهام، ويقرره كما لو كان حقيقة قام عليها الدليل.
وليس من الغريب أن يثبت مثل هذا الاتهام في أذهان من كان لديهم من قبلُ مشاعر سلبية ضد الإسلام والعمل الإسلامي؛ لأنه كما يقال: إذا أردت أن يصدق الناس كذبك فقل لهم ما يرغبون أن يصدقوه.
ولكن من الغريب أنه حصل حتى من بعض المنتسبين للعلم الشرعي – ممن كان المفروض أن يكونوا على وعي بالنصوص المقدسة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (الحجرات: من الآية12)، (وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) (النور:16)، (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) (النور:12)، أقول: حتى هؤلاء تأثروا بالإعلام الدجالي وقبلوا زيفه.
وقد جاء كتاب محمد السلومي؛ ليكشف الزيف، ويرد الافتراء، وليست المؤسسات الخيرية الإسلامية فقط هي من يجدر به أن يشكر الدكتور محمد السلومي على كتابه هذا المؤلَّف القيم، بل يجدر بكل مسلم شكره، وشكر مجلة البيان التي قامت بنشره.
المرسل
صالح بن عبد الرحمن الحصين
10/1/1427هـ

============

أما هذا فقد قضى ما عليه:
د. مصطفى السيد

من يقرأ كتاب (ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب) للدكتور/ محمد بن عبد الله السلومي..
يستحضر المقولة التي صدر بها هذا المقال، وهي لأحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يعلق فيها على نقاش في الهواء الطلق بين صحابي ومروان بن الحكم – أمير المدينة – وذلك عندما أنكر الصحابي على مروان تقديم الخطبة على صلاة العيد.
في هذه الكلمة فقه عظيم نحن إليه أحوج ما نكون، فالصحابي المنكر لم يتعدّ حدود المسؤولية الأدبية، ولم يُسيس إنكاره ليطرح عبره شرعية الحكم الأموي، والصحابي الآخر قوَّم إنكار الصحابي الأول تقويماً موضوعياً بقوله: (فقد أدى ما عليه) وهي عبارة كافية للرد على تغيير مروان الحكم الشرعي لمصلحة الحكومة سياسياً، لقد كان الرد على التغير بالتذكير بوجود نص سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تحدد الصلاة أولاً فالخطبة تالياً.
لست أريد الإطالة ها في قراءة الواقعة، لكن أكتفي بالقول: إن الاعتراض على خطأ السلطة يتسع للكلام، والذمة بذلك تبرأ (أما هذا فقد أدى ما عليه) وليس بالضرورة تجريد الحسام الذي قد يشفي النفوس مما تجد، والصدور مما تتقد ولكنه قد يمهد أو يبرر للشرور قد تمتد دهوراً لتصحيح خطأ لحظة انفعال فوار.
وإذا كان البعض وفي بعض الأقطار قد تفاعل مع الاستفزاز وراح يرد على الهيجان الأمريكي الجامح بعد 11/9 بالقوة ليردع القوة بمثلها مُنحياً كل الشرائع والقوانين ومتخذاً الغرائز مرجعيات، على الرغم من التفاوت الهائل بين قوة أمريكا وقوة خصومها، إذا كان البعض قد فعل ذلك حاسباً ومحتسباً فعله ردعاً لأمريكا، فإن الدكتور محمد السلومي قد لجأ إلى الكتابة بوصفها فعلاً، وبحسبها مقاومة، في الوقت الراهن لجأ إلى الكتابة لينقل المذبحة التي تذبح بها الأعمال الخيرية والإغاثية الإسلامية من الوريد إلى الوريد، لجأ إلى الكتابة لينقل واقع هذه المذبحة ووقائعها من خبر متقطع يبثه وسائل الإعلام على فترات متباعدة لتمرير دفنه مصحوباً بدفن آمال وآلام ودموع الملايين الذين كانت تمثل لهم هذه الأعمال الإغاثية بعد فضل الله تعالى شريان حياة القلوب متمثلاً بالكتاب الذي تحمله جمعيات الإغاثة وبالرغيف شريان حياة الجسوم الذي يتمضغه فقراء العالم.
تحرك محمد السلومي – بتوفيق الله – ثم بمتابعة دؤوب ليرفع الخبر إلى مستوى القضية، وليواجه النسيان بتوثيق تجاوزات النظام الدولي والأمريكي خصوصاً المتجلي ليس بسحق هذه الجمعيات فحسب بل واجتثاث كل الأسس التي تدعمها سواء كانت قلوباً أو جيوباً أو تشريعات.
لقد أثبت لنا محمد السلومي في كتابيه (القطاع الخيري ودعوى الإرهاب) و(ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب) كيف اتخذت 11/9 أو لعلها صممت لتكون ذريعة لإعلان الحرب على الجمعيات الخيرية، التي تتعرض لهذه الهجمة الضاربة لأنها باتت عنصراً فاعلاً وقوياً في السياسة الدولية بوصفها خطوطاً أمامية وخلفية تساند بالدعم المالي والدعوي المقاومة الفلسطينية، وتعبد الطرق للتواصل بين مسلمين الاغتراب الأمريكي والأوروبي وإسلام الوطن، ولتقديمها للمجتمعات العالمية والغربية نمذج إسلام الرحمة والعدل والعقلانية الذي يأبى أن يكون المسلمون شهود زور على مآسي الإنسانية، أو رهائن تساوم بهم جماعات ودول الإرهاب المحترف.
وإذا كان إدوارد سعيد (1935 – 2003) قد خض من داخل أمريكا وفي قلاع قوتها الحقيقية – الجامعات – معركة كشف العدوان الغربي والأمريكي خصوصاً على حقوق وحدود وثروات المسلمين الثقافية والفكرية، إذ قد قادها باقتدار بعيد عن الانفعال وسجل إبداعات لافتة ومتميزة، فإن الدكتور محمد السلومي – وفقه الله – يسير في الطريق نفسها – طريق الكلمة – الأبقى من الحجر والبشر- التي تكشف بالشهادات الموثقة أن حرب أمريكا على ما تسميه الذرائع القوية للإرهاب المتمثل بالأعمال الخيرية والإغاثية – ليست إلا حملة صليبية – تتخذ ذرائع واهية لتخوض تحتها حرب كسر أي بعث إسلامي علمي أو خيري أو إبداعي بوصف مثل هذا البعث التعبير الأبرز لا عن وجود الإسلام فحسب بل عن قوته وقدرته الشراكة والتعاون في إغاثة الملهوف عقدياً ومادياً.
إن الهدف النهائي للحملات على الإرهاب دور المجتمعات الإسلامية وإبقاؤها كالأيتام على مآدب اللئام بحيث ترضى من الحضور والحضارة بما يتساقط من فتاة المائدة الغربية.
أحد رؤساء أمريكا السابقين كان يتوجس خيفة – وهو يرى تزايد القوة الأمريكية – أن تنتقل دولته من قوة تقوم على الحق إلى حق لا مستند له إلا القوة، لقد تحقق هذا التوجس، وبات ساطعاً وفاقعاً في السياسات والممارسات الأمريكية الداخلية والدولية، فلقد أدارت أمريكا ظهرها للقانون الدولي والأمم المتحدة في وقائع معروفة كثيرة.
إنها تعلي من شأن منظمات المجتمع المدني في داخل أمريكا، بوصفها العمود الفقري للحياة السياسية والاجتماعية في المجتمعات الحديثة في حين تواجه بضراوة شقائق هذه الجمعيات التي تحبو في البلاد الإسلامية، بضراوة وشراسة لتضييق الخناق عليها، وفي كتاب د. السلومي (ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب) أمثلة موثقة تتبع فيها نماذج للتدخل الأمريكي الشرس ولنسمع معاً ولننظر كمثال ما فعلته الأجهزة الأمريكية مع الكويت نموذجاً...
إن مثل هذا الموقف من جمعيات الإغاثة الإسلامية سيسرع فهمنا لأي شرق أوسط كبير تريده أمريكا، إنهم (الأمريكيون) يريدون إصلاح الخلل في التبعية، يريدونها تبعية خالصة من الشوائب الإسلامية أو العربية بل الإنسانية، تبعية خالصة للهيمنة الأمريكية.
أين حق الاختلاف؟ أين اللجوء إلى القانون حل المشكلات؟ أين دعم المؤسسات الخيرية بوصفها نواة قيام مجتمع وتعبيراً عن وجوده، ومقدمة لقيام دولة حديثة؟ أين أين؟ كلها أسئلة دفنتها تداعيات 11/9 التي ضربت فيه أمريكا أو ضربت نفسها – كما تشير إلى ذلك أدلة قوية – كلها أسئلة دفنتها القوة الأمريكية، كما معها دفنت في زمن واحد قوة أمريكا الأخلاقية والأدبية والقانونية، وذلك عندما لم نر فرقاً كبيراً بين تصرفات الدولة العظمى ومعامرات فرقاء الصراع في الصومال وأفغانستان.
وأخيراً إذا كان اليهود قد حولوا "المحرقة الألمانية" إلى نص إدانة دائمة للنازية وسيف مسلط على كل من تسول له أفكاره عداء السامية، إذا كان اليهود قد نجحوا في ذلك، فهل ينجح كتاب (ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب) أن يؤسس لبداية يعرف المسلمون فيها كيف يحولون مصائبهم إلى خطاب لا يعتمد جلد الذات بل إلى خطط ومطالب ومرافعات من الدفاع لمواجهة هذه النوائب وذلك على مستوى المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخيرية والأهلية والمدنية بل الأفراد، وكلها تتطلب قوة وعزيمة في المبادرات للسباق في ميدان التنافس في الخيرات.
اقرأ الكتاب لتعرف الجواب
أما أنا فأقول إن محمد السلومي قد أدى ما عليه وبقي ما علينا.
1/1/1427 الموافق
د. مصطفى السيد
جامعة القصيم




رابط الكتاب
------



رابط مباشر




راتبط بديل






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iqra.ahlamontada.com متصل
 
ضحايا بريئة للحرب العالمية على الإرهاب - د.محمد بن عبدالله السلومي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 1691 الماسونية العالمية (بحث عن المنشأ والأهداف النهائية للحرب العالمية الأولي) تأليف فريدريش فيختل
» 460 دولة الإرهاب " كيف قامت الإسرائيل الحديثة على الإرهاب" - توماس سواريز
» الإرهاب والصراع الدولي - يوسف محمد صادق
» المستدرك على الصحيحين - للإمام الحافظ أبي عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري
» 074 مشاريع الإستيطان اليهودي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى - د.أمين عبدالله محمود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى إقرأ الثقافي :: القسم العربي :: العسكرية - الحروب - الأسلحة - المخابرات - الجاسوسية-
انتقل الى: