منتدى إقرأ الثقافي منتدى ثقافي للكتب باللغات الكوردية, العربية, الفارسية و الإنجليزية |
|
| أخطر أسرار الإستراتيجية الأميركية في العراق والشرق الأوسط / الجزء الثالث | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
sami sayed
عدد المساهمات : 83 تاريخ التسجيل : 02/09/2013 العمر : 50 الموقع : u.k
| موضوع: أخطر أسرار الإستراتيجية الأميركية في العراق والشرق الأوسط / الجزء الثالث الخميس ديسمبر 12, 2013 2:10 am | |
| الجزء الثالث من تقرير " أخطر أسرار الإستراتيجية الأميركية في العراق والشرق الأوسط
" سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ . بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ " القمر 45 . { دعمنا إقامة صحف وفضائيات ومواقع انترنت ووكالات أنباء ومراكز دراسات من أجل تنفيذ سياستنا الإعلامية }
{ أعظم الخدمات قدمتها لنا " فضائيات الخليج " التي ركزت على العناصر المتطرفة من كل التيارات وخلق الجدالات
الفضائحية العفنة ذات " الإتجاهات المعاكسة " }
{ قمنا بفبركة تسجيلات بن لادن الصوتية كي نبرز رموزاً شيعية تابعة لإيران تخيف القوى السلفية السنية التابعة للسعودية }
{ لهذه الأسباب قمنا أيضاً بتنفيذ عمليات الإغتيال للعلماء والقادة العسكريين والحزبيين من خلال " فرق الموت الشيعية }
الكلب ابن الكلب جورج بوش السفاح الصليبي " قاتل الأطفال " شباب العراق الأبي المقهور قادة الإحتلال وعملائه من الإيرانيين { هكذا نتحكم بكم ، وكذا يمكنكم النهوض } سياسة الراية الخداعة طبعا اننا ما بلغنا هذه النجاحات الكبرى في تدمير العراق خصوصا كنموذج لبلدان الشرق الاوسط، الا لاننا استعنا بخلاصة تجاربنا السابقة التي نفذناها في العالم ، والتي اطلقنا عليها تسمية ( سياسة الراية الخداعة ـ False Flag) والتي تعني قيامنا نحن انفسنا بعمليات ارهابية ضد مصالح بلادنا وننسبها الى خصومنا لكي نعطي التبرير لاعلان الحرب عليهم . وقد انجزنا عمليات ناجحة كثيرة في هذا الخصوص ، من ابرزها هجومنا نحن ضد اسطولنا ( Pearl Harbor ) عام 1941 الذي منحنا الحجة لمهاجمة اليابان والقاء القنبلتين الذرتين عليها ثم احتلالها . كذلك التخطيط لعملية ( opération Northwoods ) عام 1962 بتكوين ميليشيات كوبية تقوم بعمليات ارهابية ضد قاعدتنا في كوبا من اجل اعطاء الحجة لمهاجمة كوبا واحتلالها . لكن الرئيس كندي اعترض ، ثم اعترض كذلك على مشروع مهاجمة فيتنام ، فاضطررنا للتخلص منه ونسبنا اغتياله الى شخص معتوه .
كذلك تجربتنا بتنظيم ميليشيات سرية في انحاء اوربا بعد الحرب العالمية الثانية تحت اسم ( Stay- Behind ) من اجل مكافحة النفوذ الشيوعي وتنفيذ عمليات ارهابية تنسب الى اليسار المتطرف ، فتمنح حجة لتدخلنا وتجبر الحكومات الاوربية للاعتماد علينا . وضمن هذا السياق في اعوام الستينات والسبعينات طبقنا خصوصا في ايطاليا وتركيا سياسية اسميناها ( استراتيجية الاضطراب ـ Strategy of Tension ) خلقت التوتر والعنف من خلال العمليات السرية ودعمت انصار امريكا وبررت تدخل العسكر لتحجيم اليسار وقمعه .
وكانت ذروة نجاحاتنا في تطبيق سياسة ( الراية الخداعة ) في الشرق الاوسط ، هي عملية تدمير برجي نيويورك عام 2001 وخلق اسطورة ( بن لادن والقاعدة ) ، ثم نجاحنا الفائق في العراق بتأجيج الحرب الطائفية ونشر العنف والاحقاد ، من خلال فرضنا سياسة ( اجتثاث البعث ) التي كانت لأجتثاث الدولة العراقية نفسها . بالحقيقة نحن ليس لدينا أي مشكلة مع البعث ، فهو كان حليفنا السري لسنوات طويلة ، وكان من السهل جدا الابقاء عليه مع بعض التغييرات الشكلية بالاسم والشعارات ، ليلعب دورا ايجابيا ضمن الدولة الجديدة ، كما حصل في الانظمة الاشتراكية السابقة حيث ابقي على الشيوعيين ضمن الخارطة الجديدة . لكننا كنا ندرك ان الابقاء على البعث يعني الابقاء على الدولة وعلى البلد قويا مستقرا ، وهذا خطر علينا لانه يعني سهولة تمكن العراقيين من توجيه حقدهم علينا وتخريب مشروعنا . لهذا اقنعنا عملائنا وحلفائنا بتبني سياسة الاقصاء والاجتثاث ، ثم تنفيذ عمليات الاغتيال للكوادر والعلماء والقادة العسكريين والحزبيين من خلال ( فرق الموت الشيعية ) المدعومة من قبلنا، بذلك تهيأت الاجواء الكاملة لـ( الميليشيات السلفية السنية ) لكي تلعب دورها الارهابي المطلوب . وقد ساعدنا حلفائنا القوميين الاكراد كثيرا في تنفيذ سياستنا هذه لقاء فرضنا على ( الارهابيين ) عدم شمول المنطقة الكردية بعملياتهم التخريبية .
الاعلام اخطر اسلحتنا الحديثة
كما قال رئيسنا (ريغان) : ( ان فشلنا بحرب فيتنام كان بسبب فشلنا بأستخدام الاعلام ) ! لهذا فأننا شرعنا منذ اعوام الثمانينات ، ثم مع الثورة التكنلوجية العظمى في مجال الاعلام في اعوام التسعينات دخلنا بقوة بأستخدام وسائل الاعلام في التأثير الحاسم على الحكومات والتحكم بمواقف الشعوب . وقد نجحنا الى حد كبير في المزج العلمي الفائق الدقة بين ( فن الاعلام ) و( فن المخابرات ) ، إذ خلقنا شبكات سرية واسعة من العملاء والمنتفعين في معظم بلدان العالم ، وخصوصا في الشرق الاوسط ، تتكون من الصحفيين والمثقفين المرتبطين بالاعلام بما فيهم الكتاب والسينمائيين وغيرهم . وخصصنا ميزانيات كبرى في تشييد المؤسسسات الاعلامية المرتبطة سريا بنا : ( صحف وفضائيات ومواقع انترنت ووكالات انباء ومراكز دراسات ، وغيرها ) ، ودعم وشراء الكوادر النشطة في الاعلام من اجل تنفيذ سياستنا الاعلامية ـ الثقافية ونشرها على اوسع نطاق .
ان اعظم الخدمات التي لم تكن محسوبة ، قدمتها لنا تلك الفضائيات التلفزيونية التي دعمنا اقامتها في منطقة الخليج ، والتي بحجة تفعيل الديمقراطية وحرية الرأي ، تمكنت من تأجيج الصراعات من خلال التركيز على العناصر المتطرفة من كل التيارات ، وخلق الجدالات الفضائحية العنفية وبث اخبار الحركات السلفية والطائفية والبرامج ذات ( الاتجاهات المعاكسة ) المبتذلة المحرضة المؤججة للتطرف والأحقاد بكل انواعها . فمثلا ، اننا بفضل هذه الفضائيات تمكنا من اقناع العالم كله بحقيقة دور( القاعدة ) واسطورة ( بن لادن ) من خلال نشرها تلك البيانات والتسجيلات الصوتية والصور المفبركة . كذلك فضائياتنا هي التي جعلت من ( نصر الله وحزبه ) اسطورة بطولية عربية اسلامية بوجه اسرائيل ، لكي نبرز رموزا شيعية قوية تابعة لايران تخيف وتحفز القوى السلفية السنية التابعة للسعودية . كذلك تمكنا من تهيأة وتغذية اجواء الحقد والصراع الطائفي في العراق من خلال تسليط الاضواء على الشخصيات المتطرفة من كلا الجهتين ، وخلق الجدالات العنيفة وابراز الاخبار والمشاهد المؤججة للمشاعر .
التيار التدميري والتيار السلمي
هنالك حقيقة مخفية مزعجة لنا لا يدركها الا قادتنا ، وهي ان هنالك تياران مختلفان في داخل فدراليتنا كما في عموم النخب الامريكية والغربية السياسية والثقافية ، اقواهما ( التيار المتعصب ) الواضع والمدافع عن هذه الستراتيجية التدميرية ، وهو الغالب والمتحكم بالدول والمؤسسات العسكرية والمخابراتية والاعلامي ة، ثم ( التيار السلمي المعتدل ) وهو الاضعف ، لكنه الاكثر شبابية وحيوية وطموح .
لقد نجح ( التيار المتعصب ) ان يفرض ستراتيجيته التدميرية الخاصة بالشرق الاوسط ، بالاعتماد على الحجة التالية : (( ان شعوب الشرق الاوسط بطبعها وتاريخها عنفية حقودة متصارعة ، ولا يمكن تجنب شرها ضد نفسها وضد العالم وضد المصالح الغربية، الا باضعافها من داخلها ومنعها من التوحد والاستقواء )) !
والمشكلة ان هذا التيار المتعصب ، نجح باستمرار ان يغذي حجته هذه ، من خلال تشجيعه لروح وثقافة الاحقاد والعنف والارهاب في الشرق الاوسط . فكلما حاول ( التيار السلمي ) ان يطالب بالانسانية والتعقل مع شعوب الشرق ، صرخ المتعصبون بحجة الاحقاد السائدة والعمليات الارهابية المنتشرة .
لكن ( التيار السلمي ) لا يكل عن محاولة الدفاع عن اطروحته بضروة مساعدة الشرق الاوسط على تحقيق السلام والاستقرار ، بناء على المبررات التالية :
لنفترض حقا ان شعوب الشرق الاوسط حقودة ومتصارعة وعنفية ، لكنها مهما بالغت فأن تاريخها يثبت بأنها اقل عنفا وتطرفا وحقدا من شعوب اوربا الغربية التي ، فقط خلال الحربين العالميتين ، قتلت حوالي ستين مليون انسان اوربي بأيادي اوربية مع تدمير مدن واوطان اوربية بكاملها واقتراف عمليات ابادة منظمة لملايين اليهود والغجر ، ناهيك عن التاريخ الاستعماري والعبودي الطويل ضد الشعوب الضعيفة . لكن مع كل هذا فأن امريكا ، ومن اجل ضمان سلامة مصالحها وابقاء اوربا بجانبها ، جهدت من اجل مساعدتها وبنائها وتحقيق الوحدة السلمية الانسانية بين هذه الاوطان التي ظلت على مدى التاريخ متصارعة الى حد الابادة : المانيا وفرنسا وانكلترا ! اذن لماذا لا تستحق شعوب الشرق الاوسط مثل هذه الجهود لكي تبني اوطانها وتحقق وحدتها وتتحالف انسانيا وسلميا مع جارتها اوربا وكذلك امريكا ؟!
" من اجل استراتيجية شرق اوسطية جديدة "
بعد هذه الاعترافات والكشوفات الخطيرة لصاحبي الحكيم الامريكي ، من الطبيعي ان يطرح ابناء الشرق الاوسط السؤال المشروع التالي :
ـ اذن ، ما العمل ، امام هذه الإستراتيجية الجهنمية التي نعيشها ونعاني منها منذ سنوات طويلة . هل هي قدر خارق ومحتوم علينا الخضوع له ، ام ماذا ؟
بعد مداولات وجدالات طويلة وعميقة مع هذا الحكيم ، يمكنني بكل ثقة وقناعة ان اخبركم بالخلاصة التالية :
لا ابدا ، ان هذه الإستراتيجية الشيطانية ليست قدر محتم ، بل هي بكل بساطة لعبة خطيرة يقوم بها بشر مثلنا ، لهم مصالحهم وعقيدتهم ونقاط قوتهم وضعفهم ، مثل كل البشر . ونستطيع نحن الضحايا ان نجد الإستراتيجية المضادة التي تساعدنا على الخلاص . يمكن اختصار وتحديد هذه الإستراتيجية المقترحة على الاصعدة التالية :
اولا : على الصعيد العالمي ، اقامة تحالف وحوار شعبي ونخبوي شرقي ـ غربي
ان اشد ما يخشاه ( التيار المتعصب ) الماسك بالـ ( IFB ) ان تدرك شعوب ونخب الشرق الاوسط حقيقة هذه الإستراتيجية الخفية . لهذا يتوجب على النخب والقيادات والحكومات الشرق اوسطية ان تعمل كل مستطاعها لكشف وفضح خفايا هذا المخطط الجهنمي الذي يقوده ( التيار الغربي المتعصب ) ، والتقرب والتحالف مع ( التيار الغربي السلمي ) ومع جميع القوى والنخب السلمية والانسانية الامريكية والاوربية ، الثقافية والحزبية والحكومية والدينية والاجتماعية . أي التخلص من تلك السذاجة والثقة الخنوعية التي تمارسها حكوماتنا ونخبنا بتصديق الخطاب الامريكي ـ الاوربي الدبلوماسي الذي يدعي جلب الديمقراطية والتحضر للشرق الاوسط . كذلك العمل على كشف كل المخططات السرية الجارية وفضح جميع المؤسسات والاحزاب والشخصيات والحكومات المتورطة فيها . وبنفس الوقت ، العمل على اقامة شبكة واسعة من العلاقات مع كل الاطراف والمؤسسات واللوبيات والشخصيات الامريكية والاوربية التي تؤمن بصدق بضرورة اقامة علاقة سلم وتعاون وتحالف بين الشرق والغرب .
على القوى العلمانية الليبرالية واليسارية في الشرق الاوسط ان تدعم علاقاتها مع القوى الليبرالية واليسارية الغربية التي تحترم خصوصية المجتمعات الشرقية ولا تبرر التدخل السياسي والهيمنة الثقافية الغربية على الشرق .
كذلك ان تشرع القوى والنخب الدينية الاسلامية الى الانفتاح على جميع القوى والنخب الدينية الغربية ، مسيحية ويهودية وغيرها . من اكبر الخطايا التي ترتكبها المؤسسات والنخب الدينية الاسلامية انها لم تنتبه الى القيمة الحاسمة للتحالف مع النخب والكنائس المسيحية في اوربا وامريكا . لأن هذه النخب المسيحية ، وخصوصا الكنيسة الكاثولكية ، تعاني كثيرا من الحروب الاعلامية والثقافية التي تشنها ضدها القوى الشيطانية المتطرفة المتحكمة بالغرب التي تدعي العلمانية والعلم والالحاد ، لكي تحرم المجتمعات الغربية من بقايا الروحانية وسلطة الله ، وبالتالي تسهل عملية إخضاعها بشكل كامل لسلطة المال وثقافة النهم والتفسخ النفسي والاجتماعي وتقديس الاستهلاك الوحشي . لقد نجح المتعصبون في الشرق والغرب حتى الآن من منع أي تقارب ( مسيحي ـ اسلامي ـ يهودي ) عالمي من خلال دعم القوى السلفية الاسلامية المعادية للمسيحية وبنفس الوقت تعزيز مخاوف المسيحيين واليهود من الاسلام والمسلمين من خلال التشديد على معانات المسيحيين ( واليهود ) في الشرق الاوسط ، وعلى الخطر الارهابي الاسلامي ضد شعوب الغرب .
ثانيا : على الصعيد الشرق اوسطي ، العمل على اقامة سوق ووحدة شرق اوسطية مشابهة للوحدة الاوربية
على شعوب ونخب الشرق الاوسط ان تتخلص من تعصبها القومي الانعزالي وتحتذي بتجربة الوحدة الاوربية ، التي رغم كل الاحقاد والحروب العالمية المدمرة بينها ، واجهت الحقيقة التالية : اما ان تستمر بخضوعها للمنافسة التاريخية القومية وشن الحروب المدمرة بينها ، اما ان تتوحد ! وقد اضطرت ان تختار الحل الثاني . ان الوحدة العربية قد فشلت وستفشل دائما لأنها قائمة على اساس قومي عرقي يعزل ويخيف اهم دول الشرق الاوسط غير العربية : ايران وتركيا واسرائيل ، كذلك الجماعات القومية الاخرى التي تعيش مع العرب : اكراد وتركمان وسريان واقباط وبربر وافارقة ، وغيرهم ..
لقد نجح المتعصبون في الشرق والغرب ، بمنع أي توحد شرق اوسطي من خلال الابقاء على الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني ، وجعله العقبة الكبرى امام أي سلام وتقارب . وتمكنوا من فرض العقيدتين التاليتين : جعل غالبية النخب العربية ترفض بصورة مطلقة أي حوار وانفتاح وتقارب مع المجتمع والنخب الاسرائيلية واليهودية . وبنفس الوقت ، تقديم الدعم بكل الوسائل السرية للتيار اليهودي المتعصب الذي يبتغي طرد جميع الفلسطينيين وبناء المستوطنات في كل مكان . ونجحوا خصوصا بجعل الفلسطينين والاسرائيليين يرفضون ذلك الشعار الواقعي والوحيد القادر على حل المشكلة : ( دولة واحدة لشعبين ، يهودي وفلسطيني ) . ثم اعتبار الوسيلة الوحيدة للحوار العقيم بين اليهود والعرب هي الحكومات وحدها ، مع الاشراف الكامل من قبل امريكا لضمان عدم نجاح الحوار .
لهذا ، فأن الحوار الشعبي والنخبوي المباشر بين العرب واليهود عموما ، والفلسطينيين والاسرائيليين خصوصا ، وحده القادر على تحقيق السلام الحقيقي . حوار شعبي ونخبوي مباشر على كل الاصعدة الثقافية والسياسية والدينية والاقتصادية والسكانية ، من دون تدخل ولا اشراف الدول الغربية . ان هذا الحوار واالسلام هو الذي سيكون اساس تحقيق الحل الوحيد الممكن : ( دولة واحدة لشعبين ) ، ثم استقرار وتوحد بلدان الشرق الاوسط ، على الطريقة الاوربية .
ومن المهم جدا ضمان الموقف الايجابي للغرب من هذا المشروع . ان التجربة التركية افضل نموذج ناجح لبلدان الشرق الاوسط . فهي تتميز بخصال عديدة تمنحها قوة وشمولية نادرة : مركز عسكري علماني ماسك بالدولة ويلعب دور الضامن لحسن سير العملية الديمقراطية ، مع حزب اسلامي تجديدي ومعتدل يجمع بحذاقة بين الاصلاح الديني والتعددية الديمقراطية ، مع سياسة وطنية توحيدية واستقلالية تتوافق بحنكة مع انتماء تركيا لحلف الاطلسي !
ثالثا ، على الصعيد العراقي ، ليكن العراق مركزا للسلام والحوار والتقارب الشرق الاوسطي والعالمي ، وليس مركزا للمؤامرات والحروب والآيدلوجيات التوسعية والامبراطورية !
ان طبيعة العراق ، تاريخيا وجغرافيا ، فرضت عليه دائما اما ان يكون محتلا من قبل الجيران او هو الذي يحتلهم . لهذا فأن الروح والحضارة العراقية ، ( عكس الروح المصرية الوطنية الانغلاقية ) ، ظلت دائما توسعية خارجية من جميع النواحي : ثقافيا وسياسيا وسكانيا وعسكريا . وهذه الطبيعية الانفتاحية الخارجية ، هي سر العبقرية العراقية وسر الخراب ايضا . فهي التي منحت العراق والعراقيين هذا الخصب الابداعي والدور الحضاري الحاسم في التاريخ ، ولكن هي ايضا التي جلبت على العراق والعراقيين هذه التبعية للقوى الخارجية وسهولة التخلي عن الهوية الوطنية والانقسام والتصارع بتأثير هذه التبعية . ان هذه الروح الخارجية العراقية سليقة لا يمكن ابدا التخلص منها . لكنها طاقة ، مثل أي طاقة ، يمكن استخدامها للتدمير او للبناء ، حسب وعي النخب وقدرتها . ومشكلة العراق منذ تاسيس الدولة في العصر الحديث ان نخبه لم تنتبه لهذه الخاصية التوسعية التاريخية ، بل خضعت لها بصورة سلبية وغير واعية ، من خلال رفض مفهوم ( الهوية الوطنية والامة العراقية ) وتبني آيدلوجيات قومية ودينية واممية توسعية امبراطورية تدعو للحروب والتعصب والسيطرة على دول الجوار . فليس صدفة ابدا ، ان جميع القوميات العراقية تبنت بشكل صريح دعوة الغاء الحدود العراقية الحالية وبناء دول قومية كبرى على حساب دول الجوار : الوطن العربي الاكبر ، كردستان الكبرى ، الخ. كذلك الاسلاميين الشيعة والسنة ، كل منه يدعو الى دولته الاسلامية الكبرى . ناهيك عن الشيوعيين الذين قدسوا الاممية العالمية بصورة خنوعية وتبعية كاملة لعواصمهم المقدسة ، مثل موسكو وبكين والبانيا وكوبا ، وهلم جرا . بالاضافة الى عقائد تقديس العنف المسلح وشن الحروب الصبيانية باسم تحرير كردستان وفلسطين والجولان والاحواز والاسكندرونة والكويت والصومال وزنجبار ، وهكذا دواليك . حتى بدى العراق في العصر الحديث وكأنه سوق شعبية كبرى لبيع وشراء العقائد والشعارات الثورية الامبراطورية العنفية والمؤامرات الداخلية والاقليمية !
آن اوان النخب العراقية ان تدرك هذه الحقيقة :{ ان آيدولجيات التوسع والامبراطوريات القومية والاسلامية والاممية ، هي التي جلبت كل هذه الكوارث الى بلادنا ، وهي التي تخيف جيراننا الايرانيين والاتراك والسعوديين والكويتيين والسوريين والاردنيين ، كذلك اسرائيل وباقي القوى الغربية ، وتدفعها لعمل المستحيل من اجل التدخل في العراق وشراء ذمم قادته ونخبه وتدبير المؤامرات وتأليب بعضهم ضد البعض وتوريطهم بحروب داخلية وخارجية } .
آن اوان النخب العراقية ان تجعل من ( ثقافة الهوية الوطنية ) محور كل برامجها وافكارها ، وبنفس الوقت تعمل على تحويل الطاقة التوسعية الخارجية العراقية الى طاقة ايجابية للتوسع السلمي الانساني الصداقي والمصالحي . لنجعل من شعار : ( السلام والحوار مع اسرائيل ) ، و ( والوحدة السلمية الديمقراطية لشعوب الشرق الاوسط ) شعاراتنا الكبرى المقدسة الثابتة التي نكتبها بكل صراحة في برامجنا الحزبية ودستورنا ، ونتبناها رسميا وشعبيا ونجهد بكل صدق لتحقيقها . نعم ان سلام ووحدة الشرق الاوسط وحده فقط الكفيل بتحقيق السلام والاستقرار في بلادنا . لتكن ثقافة السلام واحترام حدود الوطن والسلم مع الجيران ثقافة سائدة في المدارس ووسائل الاعلام . وان يصبح من العار والخيانة لأي حزب يتبني شعارات قومية ودينية توسعية تحتقر حدود الوطن وتبرر الحروب مع الجيران ، كشعار ( كردستان الكبرى ) و ( حق تقرير المصير ) الذي يعني بكل بساطة وصراحة حق تقسيم العراق ودول الجوار وشن الحروب القومية الانفصالية ضدها ، وبالتالي تغذية المخاوف والتوترات والاحقاد بين شعوب الشرق الاوسط ! .
| |
| | | | أخطر أسرار الإستراتيجية الأميركية في العراق والشرق الأوسط / الجزء الثالث | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|