ابو علي الكردي المدير
عدد المساهمات : 11678 تاريخ التسجيل : 01/09/2013 العمر : 62 الموقع : أربيل
| موضوع: المتحدث الجيد - مفاهيم و آليات - أ.د.عبدالكريم بكّار الأحد أغسطس 16, 2015 4:40 am | |
| المتحدث الجيد , مفاهيم و آليات أ.د.عبدالكريم بكّار دار السلام للطباعة و التوزيع والترجمة - القاهرة الطبعة الأولى للدار
الحمد لله رب العالمين والسلام على إمام البلغاء وسيد الفصحاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه أجمعين. وبعد : فإن من مقتضيات الالتزام بأمر الله تعالى النهوض لتبليغ رسالة الإسلام بأحسن بيان وأنصح حجة , حيث ينبغي أن يشعر كل مثقف ملتزم بأن عليه مسؤولية نشر المفاهيم الصحيحة ومقاومة السلوكات المنحرفة , فهذا يشكل بعض حقوق الريادة الفكرية والعلمية .والقيام بهذه المهمة الجليلة يتطلب من الواحد منا أن يحصل المعلومات ويكتسب المهارات التي لا يتم النجاح في المجال الدعوي بدونها .
فقد كانت العرب في الجاهلية توصف بأنها أمة فصاحة وبيان , وكانت تقيم الاحتفالات وتظهر الأفراح والمسرات حين ينبغ فيها شاعر أو خطيب , لأن أمجاد القبيلة و مآثرها تكون مغيبة أو مندثرة أو موضع جدل وشك ما لم يقم أحد أبنائها ببلورتها وتقديمها في نظم بديع على أنها شيء يبعث على الفخر والاعتزاز .
ويبدو أن الإنسان كان على مدار التاريخ في حاجة ماسة إلى أن يمتلك من قوة البيان ووضوح الخطاب ونصاعة الحجة ما يمكنه من نشر أفكاره و الإقناع بها , بالإضافة إلى الدفاع عنها والدفاع عن الحقوق المغتصبة .إن التفوق اللغوي والبلاغي تحتاج إليه الصفوة بحكم موقعها القيادي , كما أن ذلك التفوق قادر في كثير من الأحيان على جعل أشخاص عاديين ينظر إليهم على أنهم من الصفوة التي يحسب حسابها .
إن الرسل – عليهم الصلاة والسلام – بوصفهم حملة رسالة كانوا دائما يتمتعون بدرجة عالية من وضوح البيان والقدرة على الشرح والإقناع ,وقد اعترف قوم نوح – عليه السلام – له بأنه جادلهم فأطال جدالهم حين قالوا : ( قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ) .وكان من جملة منن الله تعالى على داوود – عليه السلام – ما آتاه الله من القدرة البيانية حين قال : ( وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ) .
وقد ذكر بعض المفسرين أن المراد بفصل الخطاب هو الفصل بين الحق والباطل أو هو الإيجاز بجعل المعنى الكثير في اللفظ القليل . وقد طلب موسى – عليه السلام – من ربه – جل وعلا – أن يحسن بيانه , وأن يرفده بأخيه هارون ليكون مؤازرا في تبليغ رسالته لكونه أفصح منه لسانا حيث قال : ( واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هرون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ) .وقال : ( وأخي هرون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون ) .
وأرشد نبيه – صلى الله عليه وسلم – إلى أن يدعو الناس بتلطف ولين دون مخاشنة ولا تعنيف , وأن يستخدم معهم أحسن أسلوب في الحوار والجدال حيث قال - سبحانه - ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) .وفي هذه الأيام حيث يزدحم العالم بالمذاهب والفلسفات والدعوات , وحيث يتعرض العالم الإسلامي لدفق ثقافي أجنبي هائل , يتحتم على كل المهتمين بالشأن الدعوي أن يقوموا بمراجعة شاملة لأساليبهم الدعوية وللمفاهيم والركائز التي يقوم عليها خطابهم الجماهيري بغية تثقيف الناس بالمذهبية الإسلامية في مختلف قضايا العصر ومشكلاته , وبغية تحصين أبناء الأمة من الانحراف خلف التيارات العلمانية والإلحادية المتصاعدة .وإني لآمل أن يشكل هذا الكتاب خطوة صغيرة على طريق النهوض بالأساليب الدعوية إنه سميع مجيب .
رابط التحميل -----------
رابط مباشر
رابط بديل
| |
|
ابو عبدالرحمن الكردي مشرف
عدد المساهمات : 5013 تاريخ التسجيل : 03/09/2013 العمر : 48 الموقع : (أرض الله الواسعة)
| موضوع: رد: المتحدث الجيد - مفاهيم و آليات - أ.د.عبدالكريم بكّار الثلاثاء يناير 30, 2018 11:24 pm | |
| بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا واحسن الله اليكم واعانكم الله ويسر امركم كان الله لكم وكثر من امثالكم ادام الله بقائكم علي الخير | |
|