منتدى إقرأ الثقافي
المواد المنشورة هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليها
غايتنا رضى الله سبحانه, و هدفنا تثقيف الأمة الإسلامية بكل العلوم
منتدى إقرأ الثقافي
المواد المنشورة هنا لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليها
غايتنا رضى الله سبحانه, و هدفنا تثقيف الأمة الإسلامية بكل العلوم
منتدى إقرأ الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى إقرأ الثقافي

منتدى ثقافي للكتب باللغات الكوردية, العربية, الفارسية و الإنجليزية
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  المنشوراتالمنشورات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 محمود شيت خطاب - قادة فتح المغرب العربي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو علي الكردي
المدير
ابو علي الكردي


عدد المساهمات : 11655
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
العمر : 62
الموقع : أربيل

محمود شيت خطاب - قادة فتح المغرب العربي Empty
مُساهمةموضوع: محمود شيت خطاب - قادة فتح المغرب العربي   محمود شيت خطاب - قادة فتح المغرب العربي I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 12:59 pm



محمود شيت خطاب - قادة فتح المغرب العربي DWrDG


قادة فتح المغرب العربي
اللواء الركن محمود شيت خطاب
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - لبنان
الطبعة الثامنة 1422 ھ - 2002 م
عن المؤلف


محمود شيت خطاب (1919 – 23 شعبان 1419 هـ 1998 م) ولد بمدينة الموصل شمالي العراق، ونشأ نشأة إسلامية ملتزمة، وهو شريف النسب إذ ينتهى نسبه إلى الحسن بن علي بن ابي طالب ،وهو رجل عسكري، درس العسكرية في العراق وبريطانيا، وشارك في حرب عام 1948م، وتقلّد مناصب وزارية عدة، وشارك في عضوية لجان عربية وإسلامية عديدة، وله العديد من المؤلفات العسكرية واللغوية والفكرية.

مؤلفاته

له أكثر من مائة وعشرين كتابا منها:

الرسول القائد، الوجيز في العسكرية الإسرائيلية، حقيقة إسرائيل دراسات في الوحدة العسكرية العربية، أهداف إسرائيل التوسعية في البلاد العربية، طريق النصر في معركة الثأر، الأيام الحاسمة قبل معركة المصير وبعدها، بين العقيدة والقيادة، الإسلام والنصر عدالة السماء تدابير القدر، تاريخ جيش النبي، دروس عسكرية في السيرة النبوية، غزوة بدر الكبرى، العسكرية العربية الإسلامية، المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم، الصديق القائد، الفاروق القائد، عمرو بن العاص، خالد بن الوليد المخزومي، قادة فتح المغرب العربي، قادة فتح مصر، القتال في الإسلام، جيش النبي، العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة التصور الصهيوني للتفتيت الطائفي، التدريب الفردي ليلا، القضايا الإدارية في الميدان، تعريف المصطلحات العسكرية وتوحيدها المجمع العسكري الموحد، الشورى في المواثيق والمعاهدات النبوية ومضات من نور المصطفى، قادة فتح الجزيرة، قادة فتح فارس، إرادة القتال في الجهاد الإسلامي، الشورى العسكرية النبوية، قادة النبي، قادة فتح السند وأفغانستان، قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر، قادة الفتح الإسلامي في بلاد أرمينيا، سفراء النبي صلى الله عليه وسلم، عقبة بن نافع الفهري، قادة فتح بلاد الشام، قادة فتح بلاد الروم، قادة فتح بلاد الأندلس، الرسالة العسكرية للمسجد، دروس في الكتمان، أسباب انتصار الرسول القائد، التوجيه المعنوي للحرب، الرقيب العتيد، اليوم الموعود، أقباس روحانية، نفحات روحانية، السفارات النبوية، أسرار الحرب العالمية الثانية، الأمثال العسكرية في كتاب "مجمع الأمثال"،أهمية توحيد المصطلحات العسكرية.

وله عدد كبير من الأبحاث والمقالات المنشورة في معظم الصحف والمجلات العربية والإسلامية.


اود توضيح امر مهم وهو ان محمود شيت خطاب ليس كما ذكر عن نسبه انه دليمي وهذا امر معروف عند اهل الموصل وهو ابن عم والدي وكتبه اكرم غانم تكاي
مقتطفات من شعره

قال في رثاء جدته:
أجهدت نفسك فاستريحي قليلا قد كان عبئك في الحياة ثقيلا
نزلت عليك مصائب الدنيا ولو نزلت على جبل لخر مهيلا
وجد القنوط إلى الرجال سبيله وإليك لم يجد القنوط سبيلا
ولرب فرد في سمو فعاله وعلوه خلقا يعادل جيلا

معركة جنين

وقال بعد استرداد قواته لمدينة جنين من الصهاينة، وقبل انصراف قواته إلى العراق بعد الهدنة:
هذي قبور الخالدين وقد قضوا شهداء حتى ينقذوا الأوطانا
المخلصون تسربلوا بقبورهم والخائنون تسنموا البنيانا
لا تعذلوا جيش العراق وأهله بلواكم ليست سوى بلوانا
أجنين يا بلد الكرام تجلدي ما ضاع حق ضرجته دمانا
من أقواله

"لما ذهبت للدراسة في الكلية العسكرية بلندن، سألني عميد الكلية: لماذا قدمت؟ قلت: لتجديد معلوماتي العسكرية، ولتلقي أي جديد في العلم. فعقب العميد علي كلامي: بل قدمت لتتعلم مغازلة الفتيات.

فكظمت غيظي وقلت في نفسي: إن هذا لا يلقي كلامه جزافا وإنما يحكم علي بما شاهده في سواي. ولما ذهبت إلى السكن المخصص لي، وجدت فراشا وفتاة تعمل على ترتيب غرفة نومي، فأنتظرت في البهو دون أن أعيرها أهتماما، حتى إذا خرجت تسألني: هل لديك توجيهات؟ قلت: شيء واحد هو أن تحضري لأداء مهمتك حين لا أكون موجودا".

ويروي أيضا فيقول: "بعد تخرجي ضابطا سنة 1937م، كان من تقاليد الجيش أن تولم وليمة للضباط الجدد، وشهدت الحفلة مع زملائي، فجاء قائد الكتيبة وقد ملأ كأسا من الخمر، وأمرني أن أبدأ حياتي بشرب الخمر، وكان الليل قد أرخى سدوله، وكانت السماء صافية تتلألأ فيها النجوم، وكان قائد الكتيبة برتبة عقيد يحمل على كتفيه رتبته العسكرية وهي بحساب النجوم اثنتا عشرة نجمة، فقلت له:

إني أطيعك في أوامرك العسكرية، وأطيع الله في أوامره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنك تحمل على كتفيك اثنتي عشرة نجمة، فانظر إلى سماء الله لترى كم تحمل من النجوم. فبهت القائد وردد: السماء.. السماء.. نجوم السماء! ومضى غضبان أسفا، وشعرت بأن موقفي هذا ليس مصاولة بيني وبين القائد، ولكنها مباراة بين إرادته بشرا، وبين إرادة الله خالق البشر".

ويقول: "إن الدعوة التي تبناها المبشرون وعملاء الاستعمار وأذنابهم في إبعاد الدين الإسلامي عن الحياة، دعوة مريبة، هدفها إبعاد العرب عن الناحية المعنوية في حياتهم فالعرب جسم الإسلام وروحه، ولا بقاء للجسم بدون روح.

إن قوى هائلة تعمل على تحطيم هذا الجيل، وتفتيت قدراته وكانت قبل مقصورة على العدو الخارجي، أما اليوم فقد وجدت لها مرتكزات، لا تحصى في الداخل وإن ارتباط مستقبل هذا الجيل صعودا أو هبوطا بمدى التزامه هداية الإسلام، أو إعراضه عنه. إن المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى قادة كخالد والمثنى وغيرهم إلا أن حاجتهم إلى العلماء العاملين أمس وأشد.

هناك أزمة ثقة بين الشيوخ والشباب.. ومرد ذلك إلى فقدان عنصر القدوة الصالحة في معظم الذين يعدون في الشيوخ ويظنون أن كل ما عليهم هو أن يحسنوا عرض الموعظة السطحية ولو كان سلوكهم الشخصي أبعد ما يكون عما يدعون إليه."
مواقفه

كان للواء الركن محمود خطاب موقف مجيد في الدفاع عن اللغة العربية، ومحاربة الدعوة إلى اللهجة العامية الدارجة، والشعر الحر وأن الشعر الموزون المقفى هو من دعائم اللغة العربية، كما حارب الدعوة لكتابة العربية بالأحرف اللاتينية، ورحب بالجانب العلمي من الحضارة الغربية، ورفض ما عداه من المبادئ والأخلاق والعادات والسلوك الغربي الذي أنحدر إلى الحضيض في العلاقات الجنسية والإباحية وغيرها من المبادئ المادية وما تتركه من آثار على إنسانية الإنسان وروحه وسلوكه. كانت الصهيونية أعدى أعدائه، ومحور تفكيره وهمومه، وكان يرى أن العلاج لها هو الجهاد، فإسرائيل لا تفهم غير لغة القوة وهي الطريق لتحرير فلسطين، وسحق إسرائيل العنصرية.

وأن الإسلام هو الحل لسائر القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية للأمة الإسلامية، ونحن أمة أعزنا الله بالإسلام، فإذا طلبنا العزة بغيره أذلنا الله، وأن الوحدة قدر والقدر أقوى من البشر، ويجب العمل للوحدة من أجل العزة والمجد، ومن أجل القضاء على إسرائيل.
قالوا عنه

يقول الدكتور يوسف إبراهيم السلوم: "زرته بالمستشفى العسكري بالرياض عام 1410هـ قبل وبعد العملية التي أجريت له في القلب، ولمست منه الشجاعة الأدبية والإيمان القوي، والرضاء بالقدر، وصبره على الآلام، مع كبر سنه، ورغم ذلك كانت حقيبته لا تخلو من بعض المؤلفات الجديدة له، وتفضل مشكورا بإهدائي بعض النسخ منها، كان يتحدث مع زواره بروح عالية، فازددت تعلقا به، ومحاولة معرفة المزيد من سيرته وحياته، وكنت أتابع ما يصدر له من كتب ومؤلفات وبحوث ومقالات، فأجد فيها المعين لي في حياتي العسكرية لتأصيل العلوم والثقافة العسكرية حتى أصبحت مدرسة متميزة".

ويقول الأديب عبد الله الطنطاوي: "عاش اللواء خطاب عصرا متفجرا من أعنف العصور، وكان نصيب العراق كبيرا من الحرائق والمعاول بعد فلسطين الذبيحة وكان اللواء خطاب شاهد القرن على تلك الكوارث والمآسي التي اجتاحت العراق والشعوب العربية والإسلامية، فكان ميلاد إسرائيل، ثم شهد هزيمة الأنظمة العربية في حرب حزيران/يونيو سنة 1967 م.ويقول اللواءالمهندس المتقاعدعبدالستارهاشم سعيدالكيلاني-ان العلامة محمود شيت خطاب من اعلام المؤرخين العراقيين ومن أوائل العسكريين الذين كتبوا في التاريخ الإسلامي ولقد كان قوي الفكر قوي التاثير قوي الارادة رحمة الله عليه

عاش محمود شيت خطاب عصره بكل ما فيه، وناله الكثير مما فيه وعاه بعقله وذكاء قلبه، وأسهم في إطفاء بعض الحرائق."
تكريمه

في حفل تكريمه ألقى الشاعر وليد الأعظمي هذه القصيدة:
اليوم أنشد في تكريم "محمود" شعرا يعبر عن حب وتمجيد
أشدو به بين أهل الفضل مبتهجا ولا ابتهاجي في عرس وفي عيد
هذا سروري لم أنعم به زمنا مما أكابد من هم وتسهيد
موكل بهموم الناس أحملها وقرا على كاهلي المكسور أو جيدي
وفاته

في صباح اليوم 23 شعبان 1419 هـ الموافق الثالث عشر من شهر ديسمبر سنة 1998م كان اللواء خطاب يجلس على كرسي عتيق تحت درج منزله، وجاءت ابنته تودعه قبل أن تغادر المنزل إلى الجامعة، طلب منها أن تجلس إلى جانبه لتقرأ سورة يس فجلست وجاءت زوجته وجلست وقرأت البنت سورة يس، وكان يقرأ معها، فأحس بجفاف في حلقه بعد الانتهاء من قراءة السورة، فطلب من زوجته أن تأتيه بكاس من الشراب، وأسرعت الزوجة إلى المطبخ وهي تسمع زوجها يردد : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. وكررها مرارا ثم سكت، وأبنته تنظر إليه وتردد معه شهادة الحق، فأسرعت زوجته إليه لتراه كالنائم، قد أسلم الروح لبارئها. رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير.
المصدر/ ويكبيديا
محمود شيث خطاب

(1337هـ = 1419هـ = 1919م ـ 1998م)


اللواء الركن محمود شيث خطاب في سطور
* وُلد في الموصل سنة 1919م، في أسرة كريمة شريفة الأصل.
* تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في المدارس النظامية، وواظب على حضور حلقات العلم في المساجد.
* التحق بالكلية العسكرية سنة (1356هـ=1937م) وتخرج فيها ضابطًا.
* شارك في ثورة "رشيد عالي الكيلاني"، وفي حرب سنة 1948م ضد اليهود.
* اعتُقل في عهد "عبد الكريم قاسم" لمدة عام ونصف.
* تولى عدة وزارات في حكومة عبد السلام عارف.
* تفرّغ للتأليف والكتابة في الصحف والدوريات الكبرى.
* تنبأ بموعد قيام إسرائيل بضرب مصر وسوريا في سنة 1967م، وحدد يوم الضرب بدقة شديدة.
* ترك اللواء الركن ما يقرب من سبعين كتابًا في التاريخ العسكري والسياسي: وتراجم القادة، بالإضافة إلى عدد من الأعمال الإبداعية.
* اختير في عدد من المجامع والهيئات العلمية.
* تُوفي في سنة (1419هـ = 1998م).

توطئة
عرف التاريخ الإسلامي عددًا قليلاً ممن جمعوا إلى مهارة فنون القول مهارة الحرب والقتال، وإلى رهافة الحس والشعور، جسارة القلب الهصور، يجيدون التحليق في آفاق الخيال، كما يجيدون خوض ميادين القتال، واشتهر من هؤلاء "أسامة بن منقذ" الفارس الشاعر، و"محمود سامي البارودي" رب السيف والقلم، و"حافظ إبراهيم" شاعر النيل، واتضم إلى هذه الكوكبة "محمود شيث خطاب"، القائد العسكري، والكاتب البارع، والمؤرخ الحصيف، والمبشر بأمجاد الإسلام، والمستنطق لأحداثه، والمتتبع لأعلامه، لتكون مصابيح هدى، ومعالم طريق للأجيال اللاحقة.

المولد والنشأة
وُلد(محمود بن شيث خطاب) في مدينة الموصل، شمالي العراق، سنة (1337هـ= 1919م)، ونشأ في أسرة كريمة الأصل، شريفة النسب، فأبوه ينتهي نسبه إلى "الحسن بن عليّ بن أبي طالب"، وأمه بنت الشيخ مصطفى بن خليل، من علماء الموصل. وقد احتضنته جدته لوالده، وتعهدت بتربيته، وكانت امرأةً صالحةً تقوم الليل، وتعطف على الفقراء، وتجود عليهم بما تملك، وتغشى المساجد للصلاة وسماع دروس العلم، وكان لهذه النشأة الكريمة أثرها في نفس الطفل الصغير؛ فشب مفطورًا على الصلاح محبًا للخير.
وتلقى تعليمه الأوليّ في إحدى الكتاتيب، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ نصف القرآن الكريم، ثم انتقل إلى المدارس النظامية، فأتم المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وحرص في العطلات الدراسية على دراسة اللغة العربية والعلوم الشرعية على ألمع شيوخ الموصل في المساجد.
في الجيش
وبعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بالكلية العسكرية العراقية سنة (1356هـ= 1937)، وتخرّج فيها في العام التالي برتبة ملازم، وعمل ضابطًا في سلاح الفرسان، وعندما اشتعلت ثورة "رشيد عالي الكيلاني" ضد الإنجليز سنة (1360هـ =1941م) اشترك في الثورة العارمة، وشارك فيها مشاركة فعالة، وجُرح في تلك المعارك جروحًا بالغةً كادت تقضي على مستقبله العسكري، لكن اللهَ سلَّم.
ثم التحق بكلية الأركان والقيادة، وتخرج فيها سنة (1367هـ = 1947م) برتبة نقيب ركن، وشارك في حروب سنة (1368هـ = 1948م) ضد اليهود في فلسطين بطلب منه قدمه إلى قادته؛ ليكون ضمن القوات العراقية المتجهة إلى فلسطين، وقد شارك في عدة معارك، وضرب أروع الأمثلة في الشجاعة وحسن التصرف، ومكث في جنين أكثر من عام، ثم جاءت الأوامر بعودة الجيش العراقي!!، فعاد معه.
ثم التحق بكلية الضباط الأقدمين في العراق، ونال شهادتها سنة (1374هـ = 1954م)، ثم أُوفد إلى بريطانيا سنة (1375هـ = 1955م) في بعثة دراسية عسكرية عليا، وكان الأول على من معه من الدارسين في هذه البعثة، وكانوا نحو مائة ضابط من جنسيات مختلفة.

دخول المعتقل
تولّى (محمود شيث خطاب) مختلف المناصب القيادية والأركان حتى وصل إلى رتبة لواء ركن، وظل طوال هذه الفترة ضابطًا ملتزمًا متمسكًا بأخلاق الإسلام والمثل العليا الكريمة، جادًا في عمله، بعيدًا عن مواطن الشبهات التي كان كثير من زملائه يقعون فيها، وكان الاحتلال الإنجليزي قد أفسد حياة الجندية في الجيش العراق، وسرّب إليه قيمًا فاسدةً، ولم يكن من الضباط من يستطيع مقاومةََ هذا الانحلال إلا من كان مُزودًا بالحصانة القادرة على الثبات في وجه الأعاصير.
وفي أثناء المد الشيوعي خلال حكم "عبد الكريم قاسم" تصدَّي (محمود شيث خطاب) للشيوعيين، وحال بينهم وبين التنكيل بالناس، والتعدي على الحقوق والأعراض، فأغضبهم ذلك، ووشَوا به إلى "عبد الكريم قاسم"، فأمر باعتقاله سنة (1379 هـ = 1959م)، وتعذيبه في السجن، وبقي في السجن عامًا ونصف ذاق خلالهما صنوفًا من العذاب الوحشي، وتكسرت عظامه، فأخرجوه من السجن وهم لا يشكون أنه هالك لا محالةَ، لكنَّ اللهَ عافاه وعاد إلى ما كان عليه من قوة وفتوة.

في الوزارة
بعد تولِّي "عبد السلام عارف" تقاليد الأمور في العراق سنة (1382هـ = 1962م) استدعى صديقه "شيث خطاب"؛ ليكون إلى جواره، وأصرّ على أن يكون معه في المسئولية؛ لأمانته وكفاءته، وكان الرئيس "عبد السلام" محبًا للخير مُريدًا للإصلاح، وإزاءَ إصرارِ الرئيس شارك اللواء "خطاب" في عدة وزارات، ثم انتهز أولَ فرصة سنحت له، فاستقال سنة (1384هـ = 1964هـ) وآلى على نفسه أن يتفرغ للعلم الذي يريد أن ينصرف إليه بكليته.
ثم اختير في سنة (1388هـ = 1968م) وزيرًا للمواصلات، وكان في ذلك الوقت في القاهرة يعمل رئيسًا للجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية، واعتذر عن قبول المنصب، وآثر العمل في المجالات العلمية على العمل في المناصب الحكومية، وعندما عاد إلى بغداد سنة (1393هـ = 1973م) عرض عليه الرئيس العراقي "أحمد حسن البكر" عدةَ مناصب حكومية رفيعة، لكنه اعتذر عنها وتفرغ للعمل العلمي وتأليف الكتب.

مواقفه واتجاهاته
لم يكن اللواء الركن (محمود شيث خطاب) رجلاً عسكريًا يهوى الدراسات التاريخية والعسكرية، بل كان مفكرًا نافذَ العقل على بصيرة من أمره، مُلمًا بقضايا أمته، لذلك كانت له مشاركاتُُ شتّى في مختلف مناحي الحياة.
وكانت صفة الجندية تغلب عليه، وهي تعني الانضباط والالتزام ونجدة الملهوف، ومد يد العون إلى من يحتاج إلى مؤازرةٍ ومعاونة، فوقف إلى جانب دعاة الإسلام في محنتهم، فسعى إلى الرئيس "عارف" أن يتدخل لدى "جمال عبد الناصر" للإفراج عن صاحب الظلال "سيد قطب"، ونجحت مساعيه الكريمة في الإفراج عنه، وزاره اللواء الركن في السجن وبشره بخبر الإفراج عنه، فخرج "سيد قطب" من السجن، ثم عاد إليه مرة أخرى بعد فترة قصيرة حيث قضى نحبه شهيدًا على أعواد المشانق.
وكان اللواء الركن يحذر من استعمال اللهجات المحلية، ويراها تقف حاجزًا دون الوحدة الفكرية بين العرب، وهاجم دعاتها هجومًا عنيفًا، وقرن بين الدعوة إلى استخدام العامية والدعوة إلى استخدام الشعر الحر، وكان يرى أن "الشعر الموزون المقفىَّ هو من دعائم اللغة العربية، والدعوة إلى الشعر الحر أصلها صهيوني.."، وكان يرى أن اللغة العربية عالميةُُ متغلغلةُُُ في العالم شرقًا وغربًا، وقد دخلت في كثير من لغات العالم، كالروسية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، فضلاً عن اللغات الإسلامية كالتركية والفارسية، وهاجم الدعوة إلى كتابة العربية بالحروف اللاتينية تحت أية ذريعة، لأن في ذلك قطع صلة المسلمين بقرآنهم.
ودعا إلى الوحدة العربية "فالوحدة قدر، والقدر أقوى من البشر، بها يكون العرب كلَّ شيء، وبدونها يكون العرب لا شيء، وهي سلاح يقضي على إسرائيل، والتفرقة سلاح يقضي على العرب، وآمن أن الإسلام هو الحل لسائر قضايا الأمة السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، فنحن أمة أعزنا الله بالإسلام، فإذا طلبنا العزة بغيره أذلنا الله.
كتبه ومؤلفاته
كان اللواء الركن (محمود شيث خطاب) كاتبًا غزير الإنتاج عميق الفكر، قدّم للمكتبة العربية والإسلامية سلسلةَ كتب لتراجم قادة الفتح الإسلامي، مدفوعًا برسالة حملها في نفسه بعد أن لمس أن هؤلاء القادة على عظمتهم وقيمة تضحياتهم لا تُعرف حتى أسماء أكثرهم، وما يُعرف عن بعضهم لا يتجاوز بعض المعلومات السطحية. فنهض لهذه المهمة، وقدم نحو عشرين كتابًا في هذا المضمار، منها:
ـ الرسول القائد.
ـ الصديق القائد.
ـ خالد بن الوليد المخزومي.
ـ قادة النبي- صلى الله عليه وسلم-.
ـ سفراء النبي-صلى الله عليه وسلم-.
ـ قادة فتح العراق والجزيرة.
ـ قادة فتح بلاد فارس.
ـ قادة فتح بلاد المغرب العربي.
ـ قادة فتح السند وأفغانستان.
* وقدّم في الدراسات العسكرية نحو ثلاثين كتابًا، منها:
ـ بين العقيدة والقيادة.
ـ إرادة القتال في الجهاد الإسلامي.
ـ جيش النبي-صلى الله عليه وسلم-.
ـ أهداف إسرائيل التوسعية.
ـ دراسات في الوحدة العسكرية العربية.
ـ العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة.
ـ الأيام الحاسمة قبل معركة المصير: وقد صدر هذا الكتاب في بغداد سنة 1967م، وهو مجموعة من الدراسات العسكرية كتبها ونشرها بين يومي 30 من شهر مايو، والخامس من شهر يونيه سنة 1967م، وفي هذا الكتاب حدّد اليوم الذي ستقع فيه المواجهة بين العرب واليهود، بعد أن استعرض استعداد القوات الإسرائيلية وحلّل خطتها، وأعلن هذا في عبارة دقيقة واضحة في المقالة التي نشرها قبل اندلاع الحرب بستة أيام، قال: "أما متى تبدأ الحرب؟ فالنفير الإسرائيلي يكمُل خلال أسبوعين، وقد بدأت بتنفيذ خطة نفيرها بتاريخ 23/5/1967م، وينتهي نفيرها يوم 5/6/1967م، وفي خلال هذه الفترة يمكن إنجاز خطط الحركات والخطط الإدارية، وخطط التنقل، وخطط تعيين القيادات وإصدار الأوامر إليها، وعلى ذلك ستهاجم إسرائيل القوات العربية يوم 5/6/1967م".
* وفي مجال المعاجم اللغوية المتخصصة قدّم عددًا من الأعمال تشهد على تضلعه باللغة العربية، يشهد على ذلك عضويته في المجامع اللغوية العربية، ومن هذه الأعمال:
ـ المعجم العسكري الموحد (عربي ـ إنجليزي)
ـ المعجم العسكري الموحد (إنجليزي ـ عربي)
ـ المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم.
وإلى جانب هذه المؤلفات كان اللواء (خطاب) يكتب دراسات ومقالات متنوعة في عدد من الصحف والمحلات العربية والدوريات الرفيعة المستوى، مثل مجلة مجمع اللغة العربية بمصر، ومجلة الأزهر، ومحلة العربي، والوعي الإسلامي، ومجلة معهد البحوث والدراسات العربية، ومجلة المجمع العلمي العراقي، وغيرها، وقدم أحاديث في الإذاعة المسموعة والمرئية عن التاريخ الإسلامي العسكري.

في الهيئات والمجامع العلمية
كان اللواء (محمود شيث خطاب) معروفًا في الأوساط العلمية كما هو معروف في الأوساط العسكرية والسياسية، فسعت إليه المجامع العلمية بعضويتها، فكان عضوًا في المجمع العلمي العراقي منذ سنة (1383هـ = 1963م)، واختير عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر سنة (1388هـ= 1968م)، وهي الهيئة التي أنشئت بديلاً عن هيئة كبار العلماء بالأزهر، واختير عضوًا مراسلاً في مجمع اللغة العربية المصري سنة (1386هـ = 1966م) ومجمع اللغة العربية بدمشق في السنة نفسها، ثم اختير عضوًا في مجمع اللغة العربية الأردني سنة (1400هـ = 1979م)، وكان عضوًا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وفي المجلس الأعلى للمساجد بمكة المكرمة من سنة (1395هـ = 1975م)، ثم انضم إلى أعضاء المجمع الفقهي بعد ذلك بعامين بمكة، وهو المجمع الذي يضم أساطين الفقه في العالم الإسلامي.

وفاته
قضى اللواء الركن حياته في خدمة العروبة والإسلام، وشارك في التنوير والوعي وكشف اللثام عن جوانب مع تاريخنا المشرق، وقدّم نماذج وضاءة من أعلام التاريخ الإسلامي، وشاء الله له أن تمتد حياته ويرى ما حلّ بالعراق من مصائب، وما أصابه من تدمير بعد غزو الكويت، وما نزل به من ظلم وحيف بعد الحصار الظالم الذي فرضته دول الظلم الكبرى، حتى لقي الله وقلبه مخزون من أحوال أمته المتردية في صباح يوم (23 من شعبان 1419 هـ= 13 من ديسمبر 1998م) دون أن يشكو من مرض أو علة....

أهم المراجع
* عبد الله محمود: اللواء الركن محمود شيث خطاب ـ دار القلم ـ دمشق ـ 1422 هـ = 2001م.
* مهدي علام: الأعضاء المراسلون لمجمع اللغة العربية ـ القاهرة ـ 1985م.
* أنور الجندي: أعلام القرن الرابع عشر الهجري ـ مكتبة الأنجلو المصرية ـ القاهرة ـ 1981م.
* محمد المجذوب ـ علماء ومفكرون عرفتهم ـ دار الاعتصام ـ القاهرة.

المصدر/ الوقفية


رابط التحميل


رابط بديل


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iqra.ahlamontada.com
ابو عبدالرحمن الكردي
مشرف
ابو عبدالرحمن الكردي


عدد المساهمات : 5013
تاريخ التسجيل : 03/09/2013
العمر : 48
الموقع : (أرض الله الواسعة)

محمود شيت خطاب - قادة فتح المغرب العربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود شيت خطاب - قادة فتح المغرب العربي   محمود شيت خطاب - قادة فتح المغرب العربي I_icon_minitimeالجمعة يناير 12, 2018 3:22 am

جزاکم الله خیرا
واحسن الله الیکم
واعانکم الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمود شيت خطاب - قادة فتح المغرب العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إشكالية بناء الدولة في المغرب العربي - فخرالدين مهيوبي
» مشاهیر قادة الإسلام - قادة الحروب الصلیبیة المسلمون - بسام العسلي
» أعاصير المغرب - عباس محمود العقاد
» موسوعه‌ تاریخ الخلیج العربي - محمود شاكر
» التجربة البرلمانية في المغرب - د.محمود صالح الكروي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى إقرأ الثقافي :: القسم العربي :: التاريخ والحضارة , الجغرافيا, دراسات تاريخية-
انتقل الى: